للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإرجاء، قال الله عز وجل: {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللَّهِ} ١ من هؤلاء؟ ثم قال أحمد: أليس الإيمان قولاً وعملاً؟ فقال الرجل: بلى، قال فجئنا بالعمل؟ قال: لا. قال: كيف نعيب أن تقول إن شاء الله وتستثني٢؟

وعن الميموني أنه سأل أبا عبد الله عن قوله ورأيه في مزمن إن شاء الله. قال: أقول مؤمن إن شاء الله ومؤمن أرجو؛ لأنه لا يدري كيف أداؤه للأعمال على ما افترضت عليه أم لا٣.

وقال الإمام أحمد: "إنما نصير الاستثناء على العمل؛ لأن القول قد جئنا به"٤.

قال شيخ الإسلام بعد أن ذكر طائفة من هذه النقول: "ومثل هذا كثير في كلام أحمد وأمثاله "٥.

وقال محمد بن حسين الآجري: ".. هذا طريق الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان، عندهم إن الاستثناء في الأعمال، لا يكون في القول والتصديق بالقلب، وإنما الاستثناء في الأعمال الموجبة لحقيقة الإيمان، والناس عندهم على الظاهر مؤمنون به يتوارثون، وبه يتناكحون، وبه تجري أحكام ملة الإسلام ولكن الاستثناء منهم على حسب ما بيناه لك، وبينه العلماء من قبلنا. روي في هذا سنن


١ سورة التوبة، الآية: ١٠٦.
٢ رواه الخلال في السنة (٣/ ٥٩٧) ، وأبو داود في مسائله (ص ٢٧٣) ، وبنحوه الآجري في الشريعة (ص ١٣٧) .
٣ رواه الخلال في السنة (٣/٦٠١) وذكره شيخ الإسلام الفتاوى (٧/ ٤٤٨) ، وانظر تعليق شيخ الإسلام عليه.
٤ رواه عبد الله في السنة (١/٣٠٨) .
٥ الفتاوى (٧/ ٤٤٨) .

<<  <   >  >>