للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي لفظ أنه قال له: ألم تعلم أن الناس كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أصناف: مؤمن ومنافق وكافر فمن أيهم كنت؟ قال: من المؤمنين١.

وهذا الذي ذكر هنا غير ثابت عن ابن مسعود- رضي الله عنه- وقد أنكره غير واحد من أهل العلم، قال أبو عبيد: وقد رأيت يحيى بن سعيد ينكره ويطعن في إسناده لأن أصحاب عبد الله على خلافه٢.

وروى الخلال في السنة عن الحسن بن محمد بن الحارث أنه سأل الإمام أحمد هل يصح قول ابن عميرة أن ابن مسعود رجع عن الاستثناء؟ فقال لا يصح، وأنكر أحمد قولي رجع عن الاستثناء إنكاراً شديداً، وقال: كذلك أصحابه يقولون بالاستثناء٣.

ثم على فرض ثبوته فقوله إنه من المؤمنين محمول على أصل الإيمان ولهذا يقول أبو عبيد: "إنما نراه أراد أني كنت من أهل هذا الدين لا من الآخرين، فأما الشهادة بها عند الله فإنه كان عندنا أعلم بالله وأتقى له من أن يريده، فكيف يكون ذلك والله يقول: {فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} ٤ ... "٥.

وبسبب هذا السؤال ظن كثير من المرجئة أن ابن مسعود- رضي الله عنه- رجع عن الاستثناء عندما نظر إلى الحال وأنه كان يقول بالاستثناء


١ رواه أبو عبيد في الإيمان (ص ٦٩) .
٢ الإيمان (ص ٦٩) .
٣ السنة (رقم ١٠٦٢) ونقله شيخ الإسلام، انظر الفتاوى (٧/ ٤١٧) .
٤ سورة النجم، الآية: ٣٢.
٥ الإيمان (ص ٦٩) .

<<  <   >  >>