للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الاعتبار١ فقد شهد لنفسه بأنه من الأبرار المتقين القائمين بفعل جميع ما أمروا به، وترك كل ما نهوا عنه، فيكون من أولياء الله، وهذا من تزكية الإنسان لنفسه، وشهادته لنفسه بما لا يعلم، ولو كانت هذه الشهادة صحيحة لكان ينبغي له أن يشهد لنفسه بالجنة إن مات على هذه الحال، ولا أحد يشهد لنفسه بالجنة فشهادته لنفسه بالإيمان كشهادته لنفسه بالجنة إذا مات على هذه الحال، وهذا مأخذ عامة السلف الذين كانوا يستثنون"٢.

٤- المأخذ الرابع:

هو أن الاستثناء يجوز في الأمور المتيقنة التي لا شك فيها، وقد جاءت السنة بمثل هذا لما فيه من الحكمة٣.

قال الإمام أحمد: قول النبي صلى الله عليه وسلم حين وقف على المقابر فقال: "وإنا إن شاء الله بكم لاحقون" ٤ وقد نعيت إليه نفسه أنه صائر إلى الموت، وفي قصة صاحب القبر "عليه حييت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله" ٥، وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إني اختبأت دعوتي وهي نائلة إن شاء الله من لا يشرك بالله شيئا" ٦ وفي مسألة الرجل النبي صلى الله عليه وسلم أحدنا


١ أي باعتبار أن الإيمان المطلق يتضمن فعل كل ما أمر الله به، وترك كل ما نهى الله عنه.
٢ الفتاوى (٧/٤٤٦) .
٣ انظر الفتاوى (٧/٤٥٠) .
٤ جزء من حديث أخرجه مسلم في صحيحه (٢/٦٦٩) عن عائشة رضي الله عنها.
٥ جزء من حديث أخرجه ابن ماجه (٢/٤٢٢) قال البوصيري في الزوائد: "إسناده صحيح" وصححه الألباني انظر مشكاة المصابيح (١/٥٠) ، وصحيح ابن ماجة (٢/٤٢٢) .
٦ رواه أحمد (٢/٤٢٦) وابن ماجة (٢/١٤٤٠) ، والبيهقي في السنن (٨/ ١٧) ، ورواه بنحوه مسلم (١/١٩٠) عن أبي هريرة رضي الله عنه.

<<  <   >  >>