للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واحدة"١.

ثم إن في الحديث دلالة أخرى على زيادة الإيمان ونقصانه، وذلك بجعل النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث، الحياء من الإيمان، ومن المعلوم المسلم به عظم اختلاف الناس في القيام بهذه الخصلة وتفاوتهم فيها، لذا قال ابن حبان في صحيحه بعد أن ذكر الحديث:" ... فمن الناس من يكثر ذلك فيه"أي الحياء"، ومنهم من يقل ذلك فيه، وهذا دليل صحيح على زيادة الإيمان ونقصانه، لأن الناس ليسوا كلهم على مرتبة واحدة في الحياء، فلما استحال استواؤهم على مرتبة واحدة فيه صح أن من وجد فيه أكثر كان إيمانه أزيد، ومن وجد فيه منه أقل كان إيمانه أنقص"٢.

ومما يدل على تفاضل الناس في الحياء قوله صلى الله عليه وسلم في حديث آخر "الحياء من الإيمان وأحيا أمتى عثمان" ٣.

قلت: وفي هذا أيضاً أبين دلالة على أن الزيادة والنقصان في الإيمان كما أنها شاملة لأعمال الجوارح الظاهرة فهي كذلك شاملة لأعمال القلوب الباطنة.

٣- حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا إيمان لمن لا أمانة له" ٤.


١ شرح العقيدة الواسطية (ص ١٤٩) بتصرف.
٢ انظر الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان لابن بلبان (١/ ١٩٤، ١٩٥) .
٣ أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق كما في الجامع الصغير للسيوطي (١٥٣/١) وصححه الألباني انظر السلسلة الصحيحة
(٤/ ٤٤٢) .
٤ أخرجه أحمد في المسند (٣/ ١٣٥) ، وابن أبي شيبة في مصنفه (١١/١١) وفي الإيمان (ص ٥) وابن حبان في صحيحه (١/ ٢٠٨ الإحسان) والبغوي في شرح السنة (١/ ٧٥) وقال البغوي:"هذا حديث حسن وصححه الألباني في تحقيقه للإيمان لابن أبي شيبة.

<<  <   >  >>