للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأن الترك هنا تكليف، وإن كانت مع ذلك توصف بنقص الدين.

وليس المراد هنا بوصف النساء بنقص الدين تثريبهن ولومهن على ذلك، لأن هذا من أصل الخلقة، وإنما المراد بذلك هو التنبيه على ذلك تحذيراً من الافتتان بهن، ولهذا رتب العذاب على ما ذكر من الكفران وغيره لا على النقص١.

وهذا الحديث هو أحد الدلائل القوية لأهل السنة والجماعة على زيادة الإيمان ونقصانه، إذ فيه التصريح بنقص الدين، وأما الزيادة فمصرح بها في القرآن، كما تقدم.

ولهذا فقد احتج به غير واحد من أهل العلم على ذلك. فقد خرجه أبو داود في سننه في،"باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه"٢، وخرجه الترمذي في"باب ما جاء في استكمال الإيمان وزيادته ونقصانه"٣.

قال البغوي مبيناً عقيدة أهل السنة والجماعة في الإيمان:"وقالوا إن الإيمان قول وعمل يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، على ما نطق به القرآن في الزيادة، وجاء في الحديث بالنقصان في وصف النساء"٤ يشير إلى حديثنا هذا.

وقال أبو محمد بن حزم:"وقد جاء النص بذكر النقص وهو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم المشهور المنقول نقل الكواف أنه قال للنساء (ما رأيت من


١ انظر فتح الباري لابن حجر (١/ ٤٥٦) .
٢ سنن أبي داود (٤/ ٢١٩) .
٣ سنن الترمذي (٥/ ١٠) .
٤ شرح السنة (١/٣٩) .

<<  <   >  >>