للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعليه قميص يجره، قالوا: فما أولت ذلك يا رسول الله قال: الدين" ١.

"المراد بالناس في هذا الحديث المؤمنون، لتأويله القمص بالدين، والمراد بالدين العمل بمقتضاه، كالحرص على امتثال الأوامر واجتناب المناهي، والنكتة في القميص أن لابسه إذا اختار نزعه وإذا اختار بقاءه، فلما ألبس الله المؤمنين لباس الإيمان واتصفوا به كان الكامل في ذلك سابغ الثوب ومن لا فلا، وقد يكون نقص الثوب بسبب نقص الإيمان، وقد يكون بسبب نقص العلم"٢.

فالحديث يدل على أن الناس يتفاوتون في الدين، قوة وضعفاً، زيادة ونقصاً.

وقد خرج البخاري الحديث في صحيحه في"باب تفاضل أهل الإيمان في الأعمال"قال ابن حجر مبيناً مطابقة الحديث للترجمة:"ومطابقته للترجمة ظاهرة من جهة تأويل القميص بالدين، وقد ذكر أنهم متفاضلون في لبسها فدل على أنهم متفاضلون في الإيمان"٣.

وخرجه النسائي في"باب زيادة الإيمان"٤ من سننه، ومطابقته للترجمة ظاهرة مما تقدم، والله أعلم.

١٢- حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، أنه قال:"أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم رهطاً وأنا جالس

فترك رجلاً هو أعجبهم إليَّ فقلت: يا


١ أخرجه البخاري (١/ ٧٣، ٧/ ٤٣، ١٢/ ٣٩٥، ٣٩٦ فتح) ومسلم (٥ ١/١٥٩نووي) .
٢ فتح الباري لابن حجر (١٢/ ٣٩٦) باختصار، وهو من كلام ابن أبي جمرة.
٣ فتح الباري (١/ ٧٤) .
٤ سنن النسائي (٨/ ١١٢) .

<<  <   >  >>