للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالحديث١، بل قد قال ابن القيم رحمه الله في مناره المنيف:"وهذا كلام صحيح، وهو إجماع السلف، ولكن اللفظ كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم"٢.

قلت: وفي النصوص الصحيحة الثابتة وإجماع سلف الأمة غنية وكفاية، ولله الحمد. وما أحسن وأجود ما قاله ابن القيم رحمه الله في سياق آخر بعد أن ذكر الحديث الذي رواه ابن ماجة في سننه من حديث عبد السلام بن صالح٣ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الإيمان معرفة بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالأركان" ٤ حيث قال:"في الحق ما يغني عن الباطل، ولو كنا ممن يحتج بالباطل ويستحله لروجنا هذا الحديث وذكرنا بعض من أثنى على عبد السلام، ولكن نعوذ بالله من هذه الطريقة، كما نعوذ به من طريقة تضعيف الحديث الثابت وتعليله إذا خالف قول إمام معين، وبالله التوفيق"٥.

ومثل هدا القول قول إمام الأئمة ابن خزيمة في كتابه التوحيد:" ... وقد أعلمت ما لا أحصي من مرة أني لا أستحل أن أموه على طلاب العلم بالاحتجاج بالخبر الواهي، وإني خائف من خالقي جل وعلا إذا موهت على طلاب العلم بالاحتجاج بالأخبار الواهية وإن كانت الأخبار


١ راجع: الموضوعات لابن الجوزي (١/ ١٢٨) ، والميزان للذهبي (٤/ ١٤٤) واللآلىء المصنوعة للسيوطي (١/ ٣٦) وتنزيه الشريعة لابن عراق (١/ ١٥٠) .
٢ المنار المنيف (ص ١١٩) .
٣ هو أبو الصلت الهروي، مولى قريش، نزل نيسابور، صدوق له مناكير، وأفرط العقيلي، فقال: كذاب، تقريب التهذيب لابن حجر (١/ ٥٠٦) .
وقال الذهبي: واه شيعي متهم مع صلاحه. الكاشف (٢/ ١٧٢) .
٤ سنن ابن ماجه (١/ ٢٥، ٢٦) .
٥ تهذيب السنن (٧/ ٥٩) .

<<  <   >  >>