للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والشام والبصرة والكوفة،. ثم ذكر منهم بعضاً وثلاثين"١.

وقال سهل بن المتوكل الشيباني٢:"أدركت ألف استاذ وأكثر كلهم يقولون الإيمان قول وعمل يزيد وينقص ... "٣.

وقال ابن جرير الطبري:"وأما القول في الإيمان هل قول وعمل يزيد وينقص، أم لا زيادة فيه ولا نقصان؟ فإن الصواب فيه قول من قال: هو قول وعمل يزيد وينقص، وبه جاء الخبر عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليه مضى أهل الدين والفضل"٤.

وقال أبو عمر بن عبد البر:"أجمع أهل الفقه والحديث على أن الإيمان قول وعمل، ولا عمل إلا بنية، والإيمان عندهم يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية"٥.

وقال أبو الحسن الأشعري رحمه الله:"وأجمعوا على أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وليس نقصانه عندنا شك فيما أمرنا بالتصديق به، ولا جهل به، لأن ذلك كفر، وإنما هو نقصان في مرتبة العلم وزيادة البيان كما يختلف وزن طاعتنا وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم وإن كنا جميعاً مؤديين للواجب علينا"٦.


١ رواه اللالكائي في شرح الاعتقاد (٥/ ٩٦٣ ح ١٧٥٣) .
٢ هر سهل بن المتوكل بن حجر أبو عصمة البخاري من بني شيبان، يروى عن أبي الوليد الطيالسي وأهل العراق، روى عنه أهل بلده. انظر الثقات لابن حبان (٢٩٤/٨) .
٣ رواه اللالكائي في شرح الاعتقاد (٥/ ٩٦٤ ح ١٧٥٤) .
٤ صريح السنة (ص ٢٥) .
٥ التمهيد (٩/ ٢٣٨) ، ونقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية انظر الفتاوى (٧/٣٣٠) .
٦ رسالة إلى أهل الثغر (ص ٢٧٢) قلت: وقول أبي الحسن هذا وكذا قوله المماثل له في كتابه مقالات الإسلاميين (ص ٢٩٠) إنما كان منه بعد رجوعه لمعتقد أهل السنة والجماعة وهو المعتقد الذي استقر عليه قدمه آخر عمره بعد تنقل طويل في الاعتزال أولا ثم الكلابية ثانياً ثم عقيدة أهل السنة والجماعة، إلا أن اتباعه الاشاعرة أصروا إلى يومنا هذا على البقاء على المعتقد الذي تبين لإمامهم فساده وبطلانه.
وقوله:"وإن كنا جميعاً مؤديين للواجب علينا" فيه نظر سيأتي بيانه (ص ٣٦٨) .

<<  <   >  >>