للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[المجلد الاول]

[مقدمة]

...

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فإنه مما لا يخفى على مُطَّلعٍ ودارسٍ بله طالب العلم الشرعي أهميةُ علم المصرف، هذا العلم: الذي اعتنى به العلماءُ قديمًا وحديثًا لما لهُ من مَزِيَّةٍ خاصة في علوم اللغة العربية، فهو لا يقل أهمية عن علم النَّحو -إن لم يكن أهم- لأنَّه علم يُعرف به تحول الأَصلِ الواحدِ إلى أمثلةٍ مختلفةٍ لمعانٍ مقصودةٍ لا تحصل إلا بها، وهذا من الناحية العملية، أما من الناحية العلمية: فهو علمٌ بأصول يُعْرَف بها أحوالُ أبنيةِ الكلمةِ التي ليست بإعرابٍ ولا بناءٍ، كما عرَّفه بذلك أهل الشأن، وكان ممن حَضِيَ كثرةً من هذا العلم العزيز الأستاذ الشيخ أحمدُ بنُ محمَّدٍ الحَمَلاوي -رحمه الله تعالى- فإنَّه -رحمه الله- قد تَكَلَّم فيهِ وكأنه هو الذي صنعه ووضعه، بسلاسة أسلوبٍ وحسن ترتيبٍ ليس بالإسهاب المُمِلّ ولا بالاختصار المقل، فكان لزامًا علينا طلبة العلم أن نكمل ما بَنَوْهُ ونَحْذُوَ حذْوَهُمْ لكي تبقى مسيرةُ العلم عاليةً خفاقة يحملها طلابُّ العلم وحافظوه من كل نسيان ودرس١، ولقد رأيت بعض طبعات هذا الكتاب قد حدث فيها تقصير كثير من حيثُ الطباعة من ناحية ومن حيث الاختصار والإجحافُ من ناحية أخرى. وهذا الكتاب قد تعرَّض كما رأيتُ لاختصار في تفصيلاتِهِ من ناحية وفي موضوعاته من ناحية أخرى، ولا يخفى: أنّ الاختصار نافعٌ ولا يخلو من فائدة، ولكن لا ينفع طلاب العلم الذين يبحثون عن الأصول التي تَجْعَلُ عندهم ملكة الاستنباط نشيطةً حيَّةً، وَمِن أجل هذا حرصنا على أن يخرج هذا الكتاب، الصغير الحجم الكبير الفائدة، بجميع ما فيه من غير حذف ولا إضافة في أصله، وحرصنا على أن يخرج هذا الكتاب خاليًا من الأخطاء الإملائية واللغوية، وما كان فيه من لغزٍ حاولنا فكَّهُ بقدر ما يجعل


١ الدرس: بمعنى الضياع.

 >  >>