وما لم تتصل به نون النسوة، فيجب الفك، نحو يَردُدْ ويستردُدْن. بخلاف ما إذا كان مجزومًا بغير السكون، فإِنه كغير المجزوم، تقول لم يردُّوا ولم يستردّوا.
والأمر كالمضارع المجزوم فى جميع ذلك نحو: رُدَّ يا زيدُ واردُدْ، واسترِدَّ واسترددْ، واردُدْن يا نسوة، وردُّوا، واستردُّوا.
٤ حكم المثال: قد تقدم أنه إما يائىّ الفاء، أو واويُّها.
فاليائي لا يحذف منه المضارع شيء، إلا لفظين حكاهما سيبويه، وهما يَسرَ البعيرُ يَسِرُ، كوعَدَ يَعِدُ، من اليَسْر كالضَّرب: أى اللين والانقياد، ويَئِسَ فى لغة.
والواوىّ تحذف فاؤه من المضارع، إذا كان على وزن يفعِلِ بكسر العين، وكذا من الأمر، لأنه فرعه، نحو: وعَد يعِد عِدْ، ووزَنَ يَزِنْ زِنْ. وأما إذا كان يائيًا كينَعَ يَيْنَع، أو كان واويًا، وكان مضارعه على وزن يفعُل بضم العين، نحو: وَجُه يَوْجُه، أو على وزن يفْعَل بفتحها نحو: وجِل يَوْجَل، فلا يُحْذف منه شيء وسمع يا جَل ويَبْجَل. وشذَّ يَدَع، ويَزَع، ويَذَر، ويضَعِ ويَقَع ويَلَع ويَلَغ ويَهَب بفتح عينها، وقيل: لا شذوذ إذ أصلها على وزن يفعِل بكسر العين، وإنما فتحت لمناسبة حرف الحلق، وحُمل يذَر على يَدَع.
أما الحذف فى يَطأ ويَسَعُ فشاذّ اتفاقًا، إذا ماضيها مكسور العين، والقياس فى عين مضارعه الفتح.
وأما مصدر نحو: وَعَدَ ووزَنَ، فيجوز فيه الحذف وعدمه، فتقول: وعد يعد عِدَةً وَوَعْدًا، وَوَزَن يزِن زنَة ووَزنا، وإذا حذفت الواو من المصدر عوِّضت عنها تاء فى آخره، كما رأيت، وقد تحذف شذوذاً كقوله: