للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تفعلة، كجَرَّبَ تَجْرِبَة، وذَكَّرَ تَذْكِرَة، وبَصَّرَ تَبْصِرَةً، وفَكَّرَ تَفْكِرَةً، وكَمَّلَ تَكْمِلَة وفَرَّقَ تَفْرِقَةً، وكَرَّمَ تَكْرِمَةً. وقد يُعَامَلُ مهموز اللام معاملة معتلها فى المصدر، كَبرَّأ تبرئة، وجزَّأ تجزئة، والقياس تبريئًا وتجزيئًا.

وزعم أبو زيد أن ورُود تَفْعِيل فى كلام العرب مهموزًا أكثر من تَفْعِلة فيه، وظاهر عبارة سيبوبه يفيد الاقتصار إلى ما سُمِعَ، حيث لم يرد منه إلا نَبَّأ تنبيئًا.

٢ ومصدر أفعَلَ: الإفعال كأكرم إكرامًا، وأحسن إحسانًا، هذا إذا كان صحيح العين، أما إذا كان معتلّها، فتنقل حركتها إلى الفاء، وتقلب ألفا، لتحركها بحسب الأصل، وانفتاح ما قبلها بحسب الآن، ثم تحذف الأَلف الثانية لالتقاء الساكنين، كما سيأتى، وتعوّض عنها التاء كأقام إقامَة، وأناب إنابة، وقد تحذف التاء إذا كان مضافًا، على ما اختاره ابن مالك، نحو {وَإِقَامِ الصَّلاةِ} [النور: ٣٧] . وبعضهم يحذفها مطلقًا. وقد يجيء على فَعال بفتح الفاء، كأنبت نَباتًا١، وأعطى عَطاء، ويُسَمونه حينئذ اسم مصدر.

٣ وقياس مصدر ما أوله همزةُ وَصْلٍ قياسية كانطلق واقتدر، واصطفى واستغفر، أن يُكْسَر ثالث حرف منه، ويزاد قبل آخره ألف، فيصير مصدرًا، كانطلاق واقتدار، واصطفاء واستغفرار، فخَرَج نحو الطَّاير والطَّير، فمصدرها التَّفَاعُل والتَّفعُّل، لعدم قياسية الهمزة. وإنِ ٢ استَفْعَلَ معتلَّ العين عُمِل فى مصدره ما عُمِل فى مصدر أفْعَلَ معتل العين، كاستقام استقامة، واستعاذ استعاذة.

٤ وقياس مصدر ما بُدِئَ بتاء زائدة: أن يضم رابعه، نحو تَدَحْرَجَ تَدَحْرُجًا، وتَشَيْطَنَ تَشَيْطُنًا، وتَجَوْرَبَ تَجَوْرُبًا، لكن إذا كانت اللام ياءً كُسِر الحرف المضموم، ليناسب الياء، كتوانَى توانِيًا وتغالَى تغالِيًا.

٥ وقياس مصدر فَعْلَل وما ألحق به: فَعْلَلَة، كدَحرج دَحْرجة وزَلْزَل زَلْزَلة،


١ نحو قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنْ الأَرْضِ نَبَاتًا} [نوح: ١٧] .
٢ وجدت في نسخة: "ثمَّ إن استَفْعَل" وعلى هذا تكون كلمة "معتلٌّ" مضمومة. ن.

<<  <   >  >>