للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[مريم: ٢٨] ، أصله بَغُويًا: اجتمعت الواو والياء وسُبقت إحداهما بالسكون. فقُلبت الواو ياء، وأدغمتا، وقلبت الضمة كسرة. وما قيل من أنه لو كان على زنة فَعُول لقيل: بَغُوا كنَهُوا، مردود بأن نَهْوًا شَاذّ، فى قولهم رجل نَهُوٌ عن المنكر، وأما قولهم امرأة ملُولة، فالتاء فيه للمبالغة، إذ يقال أيضًا رجل مَلولة، وأما عَدُوَّة فشاذّ، وسَوَّغه الحمل على صديقة. وإذا كان فَعُول بمعنى مَفْعُول، لحقته التاء، نحو جَمَل رَكوب، وناقة ركوبة.

ثانيها: فَعِيل بمعنى مَفعُول إن تَبع موصوفه، كرجل جَريح، وامرأة جَريح، فإن كان بمعنى فاعِل، أوْ لَمْ يَتبَع موصوفه، لحقته، كامرأة رحيمة، ورأيت قَتِيلة.

ثالثها: مِفْعال كمِهْذار، وشذَّ مِيقَانة.

رابعها: مِفْعيل كمِعْطير، وشذ مِسْكِينة. وقد سُمِع حذفها على القياس.

خامسها: مِفْعَل كمِغْشَم.

وقد تُزاد التاء لتمييز الواحد من جنسه، كلَبِن ولَبِنَة، وتَمر وتَمْرة، ونَمل ونَملة، فلا دليل فى الآية الكريمة على تأنيث النملة١. ولعكسه في كَمِءِ وكَمْأة. وللمبالغة كرِواية ولزيادتها كعلامة, ولتعويض فاء الكلمة كعِدة أو عينها كإقامة أو لامها كسَنة، أو مَدة كتَزْكِية.

ولتعريب العَجَمِي، نحو كَيْلَجَة فى كَيْلَج: اسم لِمكيال. وتُزاد فى الجمع عِوضاً عن ياء النسب في مفرده، كأشاعثة وأزارقة، ولمجرد تكثير البِنية٢، كقرْيَة وغَرْفَة، أو للإلحاق بمفرد، كصَيَارِفَة، للإلحاق بكراهية.

العلامة الثانية: الألف. وهي قسمان: مفردة، وهي المقصورة، كجُبْلَى٣ وبُشْرى؛ وغير مفردة، وهى التى قبلها ألف، فتُقلب هي همزة، كحمْراء وعَذراء.


١ يعني في قوله تعالى: {قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ} [النمل: ١٨] . ن.
٢ قوله: ولمجرد تكثير البنية: أي التكثير المجرد عما تقدم، فلا ينافي أنها فيما ذكر لتأثيت اللفظ أيضا ا. هـ.
٣ هكذا.. والأصح: "حُبلى" بالحاء على أنها صفة للمرأة ذات الحمل. ن.

<<  <   >  >>