للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣٦-

فَشَدّ فَلَمْ يُفْزِع بُيُوتًا كثيرَةً ... لدى حَيْثُ ألقَتْ رَحلَها أمُّ قشعمِ

الشدة: الحملة، وقد شد عليه يشد شدًّا، الإفزاع: الإخافة، أم قشعم: كنية المنية.

يقول: فحمل حصين على الرجل الذي رام أن يقتله بأخيه، ولم يفزع بيوتًا كثيرة أي: لم يتعرض لغيره عند ملقى رحل المنية، وملقى الرحل: المنزل؛ لأن المسافر يلقي به رحله، أراد عند منزل المنية. وجعله منزل المنية لحلولها ثُمّ بمن قتله حصين.

٣٧-

لَدَى أَسَدٍ شَاكِي السّلاحِ مُقَذَّفِ ... لَهُ لِبَدٌ أَظْفَارُهُ لَمْ تُقَلَّمِ

شاكي السلاح وشائك السلاح وشاك السلاح أي: تام السلاح، كله من الشوكة وهي العدة والقوة. مقذف أي: يقذف به كثيرًا إلى الوقائع، والتقذيف مبالغة القذف. اللبد: جمع لبدة الأسد وهي ما تلبد من شعره على منكبيه.

يقول: عند أسد تام السلاح يصلح لأن يرمى به إلى الحروب والوقائع، يشبه أسدًا له لبدتان لم تقلّم براثنه، يريد أنه لا يعتريه ضعف ولا يعيبه عدم شوكة كما أن الأسد لا يقلم براثنه، والبيت كله من صفة حصين.

٣٨-

جَريءٍ متى يُظْلَم يُعاقِب بظُلمِهِ ... سَريعًا وإلّا يُبْدَ بالظّلمِ يَظْلِمِ

الجرأة والجراءة: الشجاعة، والفعل جرؤ يجرؤ وقد جرّأته عليه. بدأت بالشيء أبدأ به مهموز فقلبت الهمزة ألفًا ثم حذفت للجازم.

يقول: وهو شجاع متى ظلم عاقب الظالم بظلمه سريعًا وإن لم يظلمه أحد ظلم الناس إظهارًا لغنائه وحسن بلائه، والبيت من صفة أسد في البيت الذي قبله وعنى به حصينًا ثم أضرب عن قصته ورجع إلى تقبيح صورة الحرب والحث على الاعتصام بالصلح.

٣٩-

رَعَوا ظِمْأَهُمْ حتى إذا تَمّ أَوْرَدوا ... غِمارًا تَفَرّى بالسّلاحِ وبالدّمِ

الرعي يقتصر على مفعول واحد: رعت الماشية الكلأ، وقد يتعدى إلى مفعولين نحو: رعيت الماشية الكلأ ورعى الكلأ نفسه. الظِّمْء: ما بين الوردين والجمع الأظماء، الغمار: جمع غمر وهو الماء الكثير. التفرّي: التشقّق.

<<  <   >  >>