للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وما البر الا مضمرات من التقى ... وما المال الا معمرات ودائع١

قوله: "المضمرات" يعني به الخفايات من التقى وقوله: "وما المال الا معمرات" أي المال الذي في أيديكم ودائع مدة عمركم ثم يصير لغيركم وأما قول عمرو بن كلثوم:

نجذ رءوسهم في غير بر٢

فمعناه في غير طاعة قال شمر: الحج المبرور الذي لا يخالطه من المآثم شيء قال والبيع المبرور الذي لا شبهه فيه ولا كذب ولا خيانه ويقال بر الله حجه وابره وبرت يمينه تبر وابرها الحالف إذا لم يحنث فيها وفلان تبرر بعمله ونذره أي يطلب الطاعه لله والخير والفجور نقيض البر والفاجر الجائر عن الطريق وفجر الرجل إذا كذب وانشد:

قتلتم فتى لا يفجر الله عامدا ... ولا يجتويه جاره حين يمحل٣

أي لا يكذب الله عز وجل عامدا ويقال معناه لا يفجر امره فيميل عنه وجاء في تلبية أهل الجاهيه ... يبرك الناس ويفجرونك ومعنى يبرك الناس أي يطيعونك والاخرون يفجرونك أي يعصونك.

وقوله: "اجعله سعيا مشكورا" أي اجعله متقبلا يزكو لصاحبه ثوابه وهو معنى المشكور والسعي بين الصفا والمروه شبيه بالعدو والاسراع يقال سعى يسعى سعيا إذا عدا واسرع والسعي ايضا المشي والمضي ومنه قوله تعالى:


١- البيت من قصيدته برقم "٢٤" وهي من جيد شعره والبيت في: الشعر والشعراء" "١ / ١٩٨" واللسان [عمر] . وانظر تخريجه في: "الديوان" "٣٧٨ – نشر الدكتور إحسان عباس".
٢- صدر بيت من معلقته وعجزه:
ولا يدرون ماذا يتقونا
انظر: شرح المعلقات للزوزني "١٧٥" وجمهرة أشعار العرب "١٨٧" وغيرهما كثير.
٣- البيت في " اللسان " [فجر] بلا نسبة.

<<  <   >  >>