للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الاصمعي كل ما كان ذا طوق مثل القمرى والفاخته واشباهها فهو حمام قال الأزهري ولا يهدر الا هذه المطوقات هديره تغريده ترجيعه صوته كأنه يسجع ولذلك يقال سجعت الحمامه إذا طربت في صوتها وأما عب الحمام فان البري والاهلي من الحمام يعب إذا شرب وهو أن يجرع الماء جرعا وسائر الطيور تنقر الماء نقرا وتشرب قطره قطره وتقول العرب إذا شربت الماء فاغنث ولا تعب معنى فاغنث أي اشرب نفسا من نفس ولا تعب أي لا تشربه بجرعة واحده لا تتنفس.

وفي الحديث: "أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص للمحرم في قتل الحداء والكلب والعقور" فالحداء بكسر الحاء مقصور مهموز الواحده حدأه وهو هذا المصرصر الذي يصيد الفأر ويقع على الجيف ويقال عقاب ملاع ايضا والحدأه حد الفأس بفتح الحاء وجمعها حدأ والرخمه طائر يأكل العذره ولا يصيد صيدا وجمعها رخم ولا يأكله احد ولا يجزيه المحرم إذا قتله والكلب العقور كل سبع يعقر مثل الاسد والنمر والفهد والذئب وذكر الحلم انه لا يجزى يقال للقراد اول ما يكون وهو صغير قمقام ثم يصير حمنانا ثم يصير قرادا ثم حلمه إذا سمن وكبر وجمعها حلم.

وقول الله عز وجل: {فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} ١ قال أهل اللغة يقال للرجل الذي يمنعه الخوف أو المرض من التصرف قد أحصر فهو محصر ويقال للذي حبس قد حصر فهو محصور وقال الفراء لو قيل للذي يمنعه المرض أو الخوف قد احصرلانه بمنزلة الذي قد حبس لجاز ولو قيل للذي حبس احصر لجاز كلام العرب هو الاول وعليه أهل اللغة وقول ابن عباس: "لا حصر الا حصر العدو"٢


١- سورة البقرة الآية ١٩٦.
٢- الخبر في "تفسير الطبري" "٤ / ٢٤ – طبعة دار المعارف"

<<  <   >  >>