ينقطع عنها الماء فيتعذر سقيها فتفسد أو يصيبها حر مفرط أو صر مفسد فيهلكها كل ذلك من الجوائح.
وقوله:"حتى يصيب سدادا من عيش".أي يصيب مالا يسد خلته وكذلك سداد القاروره بالكسر وسداد الثغر سده بالخيل والرجل ليمنعوا العدو من أن يهجم على المسلمين قبله وأما السداد بالفتح فهو الاصابه في المنطق والتدبير والرأي.
وأما الحديث الآخر:"تحل المسأله في الفتق"، والفتق هو الحرب تقع فيها الدماء والجراحات يقال وقع بينهم فتق عظيم، وجعل الشافعي احد معنبي الغارمين في آية الصدقات الذين تحملوا الحمالات فغرموا مغارمها.
قال الشافعي:"وتفض جميع السهمان على اهلها".أي تفرق عليهم والفض اصله الكسر وانفض القوم إذا تفرقوا.
وقوله:"فان الفقراء يغترقون سهمهم كفافا يخرجون به من حد الفقر إلى حد الغنى اعطوه". يغترفونه: أي يستوعبونه كله كفافا أي لا يبقى منه شيء ولكنه على قدر ما يخرجهم من حد الققر إلى ادنى الغنى يقال لفلان كفاف من العيش أي مقدار ما يتبلغ به فيكفيه عن السؤال والحاجه إلى الناس. والاغتراف افتعال من الغرق وهو بمعنى يستغرقون السهم حتى يغرق في حاجتهم فيذهب ويهلك ومنه قول ابن الخطيم في جارية فاترة الطرف:
تغترق الطرف وهي لاهية ... كأنما شف وجهها نزف."١"
قال الشافعي: - رحمه الله - "ويعطى الغازي الحموله والسلاح".اراد بالحموله الظهر الذي يركبه ويحمل عليه زاده واداته والحموله من الابل ما يحمل عليها.
وقوله:"ولو كانوا من باديتهم بالطرف وكانوا الزم له قسم بينهم"
اراد بالطرف من باديتهم اقصى ناحيه منها وجمع الطرف اطراف.
وقوله: "واذا استوى في القرب أهل نسبهم وعدى قسمت على أهل نسبهم
١ البيت في "اللسان". و "أساس البلاغة" "غرق" منسوبا إليه، وانظر "ديوانه" بتحقيق ناصر الدين الأسد، ومراجعه هناك.