للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وربما وضع إذا موضع إذ واذ موضع إذا لمقاربة ما بينهما وأما إن فهي كلمه مجازاه محضه ويمتد امرها وتقتضي الشرط فلذلك فرق بين إذ وإن.

وقال أبو يوسف ومحمد مثل قوله في إذا ووافقه أبو حنيفه في إن فجعله ممدودا وقال إن عنى باذ إن فالقول قوله: وسأل البردعي ثعلبا فقال إذا قال لامرأته إن دخلت الدار إن كلمت اخاك فأنت طالق متى تطلق قال إذا فعلتهما جميعا قال لم قال لأنه جاء بشرطين قال له فإذا قال لها انت طالق إن احمر البسر. قال هذه مسألة محال لان البسر لا بد أن يحمر فالشرط باطل قال فإذا قال انت طالق إذا احمر البسر قال هذا شرط صحيح تطلق إذا احمر البسر.

قال أبو منصور: ففرق ثعلب بين إن وإذا كما ترى.

قال الشافعي: قال الله عز وجل في المطلقات: {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ} ١. وقال: {فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ} ٢.

قال: فدل سياق الكلامين على افتراق البلوغين فأحدهما مقاربه بلوغ الاجل فله امساكها أو تركها فتسرع بالطلاق المتقدم قال والبلوغ الاخر انقضاء الاجل.

ورد بعض الناس هذا عليه فقال: معنى قوله: {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ} : أي امسكوهن بنكاح جديد أو سرحوهن أي اتركوهن مسرحات وانكر أن يكون للبلوغ معنيان على ما وجههما الشافعي والذي قاله الشافعي: صحيح معروف في كلام العرب سمعتهم يقولون وهم يسيرون بالليل: سيروا فقد اصبحتم وبينهم وبين الصبح وانفجاره بون بائن ومعناه قاربتم انفجاره ومن هذا قول الشماخ يصف ناقه وكلالها:


١ سورة الطلاق، الآية ٢.
٢ سورة البقرة، الآية ٢٣٢.

<<  <   >  >>