للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

محتلم" ١ أراد بالمحتلم البالغ من الرجال ها هنا ولم يرد الذي احتلم فاجتنب إنما أراد الذي بلغ الحلم فادرك.

وذكر قول٢ النبي صلى الله عليه وسلم: "من توضأ يوم الجمعه فبها ونعمت" ٣. قال أبو حاتم: سألت الأصمعي عن الهاء في قوله: فيها والتاء في نعمت فقال: اراه أراد فبالسنة أخذ قال ونعمت السنة والتاء في نعمت تاء التأنيث ونعم ونعمت ضد بئس وبئست وهما في الأصل نعم ونعمت فخففا فقيل: نعم ونعمت.

وقول٤ عمر لعثمان - رضي الله عنهما - يوم الجمعه حين راح: الوضوء أيضا وقد علمت "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بالغسل". نصب الوضوء على المصدر أقام الاسم مقامه فكأنه قال: وتوضأت ايضا وقد علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا بالغسل. ومعنى قوله: "حين راح" أي: مضى سائرا إلى المسجد للجمعه. ويتوهم كثير من الناس إن الرواح لا يكون الا في آخر النهار وليس ذلك بشيء لان الروح والغدو عند العرب مستعملان في المسير أي وقت كان من ليل أو نهار يقال: راح في اول النهار وآخره وتروح كذلك وغدا بمعناه وأما قولهم: راحت الايل رائحة فهذا لا يكون الا بالعشى إذا اراحها راعيها على اهلها ومنه قوله عز وجل: {حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ} ٥ يقال: سرحت الابل بالغداة إلى الرعي وراحت بالعشى على أهلها.

وفي حديث آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من غسل يوم الجمعه واغتسل وبكر وابتكر واستمع ولم يلغ فبها ونعمت". وروى غسل بالتخفيف،


١- صحيح: أخرجه مالك: ١/١٠٢ برقم ٤ والشيخان وغيرهما من حديث أبي سعيد الخدري.
٢- مختصر المزنى ١/٥١.
٣- حسن: أخرجه ابن ماجه برقم ١٠٩١ من حديث أنس وله شواهد كثيرة وقد فرغت من تخريجه والكلام عليه بإسهاب في "جزء الغطريفي" برقم ١٨ – بتحقيقي طبعة مكتبة السنة.
٤- مختصر المزنى ١/٥١ – هامش الأم.
٥- سورة النحل الآية ٦.

<<  <   >  >>