للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ركعات فاحيلت جمعة وجعلت ركعتين وسقط الظهر.

وقوله: "اللهم سقيا رحمه لا سقيا محق"١ أي أسقنا سقيا رحمة وهو أن يغاث الناس غيثا نافعا لا ضرر فيه ولا تخريب والمحق ذهاب البركة وقلة الخير ويوم ماحق شديد الحر يحرق كل شيء قال الهذلي٢:

في ماحق من نهار الصيف محتدم٣

الآكام والظراب:

وقوله: "اللهم على الاكام والظراب وبطون الاودية والتلال".

الآكام جمع الاكمة وهو ما ارتفع من الأرض والظراب الروابي الصغار واحدها ظرب وإنما خص الآكام والظراب لأنها أوفق للراعية من شواهق الجبال وبطون الاودية اوساطها التي يكون فيها قرار الماء واحدها بطن والتلال ما ارتفع من الارض.


١- المصدر السابق "١ / ١٥٦ – ١٦٦" وهذا الحديث ضعيف وهو عند الشافعي في "الأم" "١ / ٢٢٢" ومختصر المزنى "١ / ١٦٥ / ١٦٦" ومن طريقة البيهقي "٣٥٦" من طريق ابراهيم بن محمد حدثني خالد بن رباح عن المطلب بن حنطب مرفوعا به. وهذا إسناد ضعيف جدا فيه علتان:
الأولى: ابراهيم هذا – شيخ الشافعي – متروك الحديث بل متهم ثانيا: الإرسال.
ولكن قد صحت أحاديث في الاستسقاء كثيرة منها ما في الصحيحين من حديث أنس بلفظ: "اللهم حوالينا ولا علينا, اللهم على الآكام والجبال والآجام والظراب والأودية ومنابت الشجر" وانظر: "زاد المعاد" "١ / ٤٥٦ – ٤٦١".
٢- هو ساعدة بن جؤية الهذلي, كما في "اللسان" وديوان الهذلين وشرحه.
٣- عجز بيت وصدره:
ظلت صوافن بالأرزان صاوية
والبيت في " ديوان الهذلين " "١ / ١٩٧" ضرح أشعارهم "٣ / ١١٢٨" وتهذيب إصلاح المنطق "٢ / ٩٨" والمخصص "٩ / ٧١" والأساس واللسان [محق] وشرح شواهد المغنى "١ / ١٥٧" وغيرها كثير من قصيدته الطويلة التي يرثى بها من أصيب يوم معيط وأولها:
ياليت شعري ولا منجى من الهرم
أم هل على العيش بعد الشيب من ندم؟
ظلت: يعني: بقر الوحش والصوافن: القائمة ويقال هي القائمة على أطرف أيديها
والأرزان: موضع تمسك الماءفيها صلابة واحدتها رزن ورزن وصاوية الذابل ويوري: "صادية" بالدال بدلا من الواو وصادية يابسة من العطش ومحتدم شديد الحر.

<<  <   >  >>