٣- أن الحوار يقود إلى الفتنة والصدام: وتقوم هذه الحجة على قاعدة سد الذرائع وإقامة الحواجز، ولكنه قد يبالغ فيها حتى تقيم الحواجز مع الآخرين وتبقى الحقيقة الإسلامية مغيبة. إن الحوار غير المنضبط بشروط الحوار وآدابه قد يتحول إلى فتنة وصدام، ولكن ليس كل حوار مرشحاً لذلك المآل بالتأكيد، ما دام هناك أخذ بشروط الحوار الصحيح الخالي من الجدل العقيم أو غير الملتزم بآداب الحوار كما سيأتي بيانه لاحقاً.
٤- أن الحوار يعطي الفرصة لتلميع الآراء الباطلة: في هذا القول تعميم لا يصح في كل حال، فإن الغالب أن الآراء الباطلة إنما تكتسب بريقها إذا انفردت بالأجواء والأضواء، بعيداً عن الاعتراض عليها والتصدي لها بالحوار. إن الحوار يعطي الفرصة لتوهين الآراء الباطلة وخفض درجة توهجها وبريقها، وذلك بما يكشفه من الحق المناقض لها ومن الباطل المنطوي فيها.