٥- أن الحوار قد يؤدي إلى المساومة على المبادئ والتلاعب بها ومزجها ببعضها الآخر للوصول إلى مواقف وسطى للتراضي أو القول بنسبية الحقيقة وأن الحقائق والآراء مهما اختلفت وتضاربت فهي كلها على صواب. والحق أن هذا المحذور وارد متى غاب عن المحاور من الطرف الإسلامي وضوح مبدئه وعدالة قضيته وإلا كان محامياً فاشلاً. إن الحرص على الحوار من أصحابه الأكفاء هو صمام الأمان ضد الوقوع في هذه الهوة السحيقة، وعلى المحاور معرفة أن المساومة على المبادئ وأن مزج الإسلام مع غيره في مبادئه وعقائده ليس هدفاً من أهداف الحوار وذلك حتى لا يجعله المحاور هدفاً وهمياً للإنجاز.
٦- أن الحوار قد يوقع أصحاب الحق في المزالق والإحراجات: وذلك إذا ما لم يؤدوا دورهم جيداً، وبذلك ينتصر أصحاب الرأي الباطل بسبب حسن إعدادهم لأنفسهم واستخدامهم الأفضل للمنطق. وفي ذلك ما فيه من تشكيك لأصحاب الحق في حقهم. وهذه النتيجة واردة الحدوث. ولكن السبب في ورودها هو الضعف العلمي للمحاورين أو تهاونهم في الإعداد وليس السبب في الحوار نفسه.