للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إن هذا الصدام التلقائي " الحتمي " بين السائل والمجيب، يتطور على مستويين آخرين " فعلى المستوى الأول ستتصادم مصالح المجموعات التي تحتشد على خطوط التوتر الفاصلة بين الحضارات من أجل الاستحواذ على الأرض وإخضاع المنافسين، وعلى المستوى الثاني ستتصادم الدول ذات الحضارات المختلفة من أجل تحقيق سيطرتها الاقتصادية والعسكرية، والتحكم في المؤسسات الدولية ونشر قيمها السياسية والدينية على مستوى النظام العالمي ". وهنا تنال مسألة الحدود الفاصلة بين الحضارات جل عناية هنتنجتون، وهو يسميها " حدود التوتر " حيث يبرز معالم الحدود الفاصلة في أوربا بين النصرانية الغربية من جهة والنصرانية الأرثوذكسية من جهة أخرى، ثم يعود ليركز على التهاب حدود التوتر بين الحضارتين الغربية والإسلامية، ويستعرض تاريخ الحروب الصليبية بحملاتها المتتالية وفصول الصراع الأوربي مع الدولة العثمانية وموجة الاستعمار الغربي التي توجهت إلى العالم الإسلامي، ثم الحروب العربية الإسرائيلية " حدثت لأن إسرائيل ممثلة لروح ومضامين الحضارة الغربية كما يقول "، ثم قيام من سماهم ب " الإرهابيين العرب والمسلمين " باستخدام سلاح الضعفاء حينما قاموا

<<  <   >  >>