إن صراع الحضارات هو ضربة لازب في تقدير هنتنجتون لهذا الشأن الخطير. إنه يضع الأمر بهذه السهولة المثيرة:" أما بالنسبة لصراع الحضارات فإن السؤال هو: من أنت؟ وهذا سؤال لا بد من أن تجيب عليه. وكما تدرك بداهة فإن إعطاءك إجابة خاطئة عن هذا السؤال في البوسنة أو القوقاز أو السودان يعني أن يسدد الرصاص إلى رأسك فوراً. وهكذا تصاغ النظرية بلغة الروايات. وواضح ما في اللغة التي صيغت بها هذه الأمثلة من التحيز والكراهية العارمة للعالم الإسلامي. والمعنى السالف واضح جداً، فإن اعتراف الإنسان الغربي بأصول هويته في أي أرض إسلامية قد يقود إلى ممارسة العنف ضده، والغريب أن هنتنجتون لا يختار الأمثلة إلا من هذه الأوطان الإسلامية التي تضطهد أغلبياتها بوساطة الأقليات المدعومة من الحضارة الغربية. إن هنتنجتون يسير في ذلك مع تحريض وسائل الإعلام الغربية العشوائي للإنسان الغربي غير المثقف ضد ما يسمى بالخطر الإسلامي، وهو مجرد " وهم " تريد هذه الوسائل بإلحاحها عليه أن تلصقه في ذاكرة الإنسان الغربي الذي يمكن أن يبقي مفزوعاً بذلك الخطر " الوهمي "!