للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إن النخب المتعلمة تعليماً جيداً في العالم غير الغربي غدت أكثر انخلاعاً عن الثقافة الغربية من سائر تلك الشعوب التي أنجبتها: " ففيما مضى كانت نخب المجتمعات غير الغربية - تلك النخب التي تخرجت في أكسفورد والسوربون وسانت هيرست (ببريطانيا) - تجنح نحو صياغة مجتمعاتها وفق المعطيات والمعايير الفكرية والثقافية الغربية، وكانت تلك النخب تتمتع بالسلطة الكاملة في مجتمعاتها، وتمتلك القوة والموارد التي تساعدها في تحقيق رغباتها في تغريب مجتمعاتها في وقت كانت غالبية السكان في تلك المجتمعات غارقة في ثقافاتها التقليدية المحلية. الآن انعكس الوضع، فإن النخب أصبحت أكثر إحساساً بالهوية الثقافية لمجتمعاتها، بينما أصبح المواطنون العاديون في تلك المجتمعات أكثر تعلقاً بالقيم وأنماط السلوك الغربية "، ولا شك أن دور النخب في صياغة المجتمعات أكبر من دور العامة في هذا العصر، وبالتالي فستتأكد الهوية الحضارية للمجتمعات غير الغربية بصورة أكبر، وسيزداد تمايزها، بل صراعها مع الحضارة الغربية.

<<  <   >  >>