[المبحث الرابع: اطلاع المؤلفين على كتب المستشرقين والرد على بعض آرائهم]
كان العلامة شبلي من أوائل العلماء في الهند الذين انتبهوا على دسائس المستشرقين الحاقدين على الإسلام والناقمين على النبي عليه الصلاة والتسليم، وقد اطلع العلامة شبلي على مؤلفاتهم اطلاعاً عميقاً، ويشهد على ذلك أنه ذكر قائمة لمؤلفاتهم بلغ عددها سبعة وثلاثين كتاباً.
ثم قسم المستشرقين إلى ثلاث طوائف:
١- طائفة من الكتَّاب الذين لا يعرفون شيئاً عن اللغة العربية ومصادر التاريخ الأصيلة، وجُلُّ معلوماتهم تعتمد على المصادر الأجنبية غير العربية المترجمة والمؤلفة، ولم يكن لهم من مجهود إلا أن يظهروا تلك المعلومات الناقصة المشوشة المطبوعة في قلوبهم وميولهم ونزعاتهم أمام الناس، ومع ذلك نحن نعترف أن بعضاً منهم ينصفون في الكتابة، ولكنهم قليلون جداً.
٢- وطائفة منهم أدباء يجيدون اللغة العربية إجادة تامة، ولكنهم يبعدون كل البعد عن العلوم الشرعية وفن السيرة النبوية، فتجرؤوا على الإسلام ونبيه عليه الصلاة والسلام، بما يبعث العجب كـ (سخاو) (SACHUA) ونولديكه (NOLDEKE) من الألمان.
٣- هناك طائفة من المستشرقين الذين تخصصوا في العلوم الإسلامية والشريعة مثل بامر (PAMER) ومارجوليت (MARJOULIT) ولكن مع الأسف الشديد كانت دراساتهم مبنية على التعصب للديانة المسيحية والفكر