[المبحث السادس: كتب المغازي والسير في ميزان العلم]
ذكر العلامة شبلي قائمة المصادر الأولى للسيرة كما أشرنا إليه قبل ذلك وذكر قائمة كتب المتأخرين أيضا.
وذكر ترجمة لكل مؤلف باختصار.
وقال:"لا شك أن مؤرخي السير لم يلتزموا بقواعد المحدثين، ورب رجل مجروح وهو ثقة عند أهل السير، ولكن يختلف منهج علماء المسلمين عن مؤرخي التاريخ من غير المسلمين"، ويقول:"لما أرادت الأمم الأخرى من غير المسلمين أن تجمع في أطوار نهضتها أقوال رجالها ورواياتها كان قد فات عليهم زمن طويل، وانقضى بينها وبينهم عهد بعيد، فحاولوا كتابة شؤون أمة قد خلت، ولم يميزوا بين غث ذلك الماضي وسمينه، وصحيحه وسقيمه، بل لم يعلموا أحوال رواة تلك الأخبار ولا أسماءهم ولا تواريخ ولادتهم، فاكتفوا بأن اصطفوا من أخبار هؤلاء الرواة المجهولين ورواياتهم ما يوافق هواهم، ويلائم بيئتهم، وينطبق على مقاييسهم. ثم لم يمض غير زمن يسير حتى صارت تلك الخرافات معدودة كالحقائق التاريخية المدونة في الكتب. وعلى هذا المنهج السقيم صُنفت أكثر الكتب الأوربية مما يتعلق بالأمم الخالية وشؤونها، والأقوام القديمة وأخبارها، والأديان السابقة ومذاهبها ورجالها.
وأما المسلمون فقد جعلوا لرواية الأخبار والسير قواعد محكمة يرجعون إليها وأصولاً متقنة يتمسكون بها".
ثم ذكر تدوين أسماء الرجال عند المسلمين وذكر المصادر التي رجع إليها لتحقيق الروايات لتأليف هذا الكتاب منها: