للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

هكذا بيَّن العلامة شبلي دسائس المستشرقين وشبهاتهم في كتابه، وردَّ عليهم، واقتدى به تلميذه العلامة السيد سليمان الندوي في هذا الكتاب.

١- ذكر العلامة شبلي في كتابه قصة الهجرة إلى الحبشة، وسؤال النجاشي وجواب جعفر الطيار رضي الله عنه، ولما سمع النجاشي كلامه، فقال: "فأنا أشهد أنه رسول الله، وأنه الذي بشر به عيسى بن مريم عليه السلام، ولولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أحمل نعليه، امكثوا في أرضي ما شئتم" إلى آخره (١) .

ذكر العلامة السيد سليمان الندوي على حاشية سيرة النبي: أن المستشرق مارجوليوس يدَّعي: أن محمداً صلى الله عليه وسلم لما شعر أنه لا يستطيع أن يقاوم قريشاً، وهو قد سمع أن أبرهة الأشرم ملك الحبشة ينوي أن يأتي لهدم الكعبة، فأرسل محمد وفداً إلى الحبشة قبل إتيانه ليتفق الوفد مع ملك الحبشة ويرغبه للمجيء إلى هدم الكعبة ليكسر قوة قريش، ثم رأى أنه لو تسلط الملك على مكة لم أستفد منه، لهذا سكت على ذلك.

قال العلامة السيد سليمان الندوي (٢) : هذا يخالف الواقع والتاريخ، ثم هذا المستشرق يشك في صحة المكالمة التي دارت بين جعفر رضي الله عنه وملك الحبشة، لأنه ظن أن الملك ما كان يعرف اللغة العربية، فرد عليه العلامة السيد سليمان الندوي، أولاً: كان أهل الحبشة يعرفون اللغة العربية، وثانياً: كان عند كل ملك ترجمان، كما كان بين أبي سفيان وقيصر ملك الروم ترجمان.

سافر النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف وعرض الدعوة على سادة ثقيف يوم ذلك، فهذا السفر دليلٌ على أهمية دعوة الزعماء، ولكن عند


(١) انظر: "المستدرك" (٢/٣١٠) .
(٢) انظر: ص (١/٢٥١) .

<<  <   >  >>