للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

منه اللغة الفرنسية، كما تعلم آرنولد منه اللغة العربية، واستفاد منه في التاريخ الإسلامي (١) .

وصحب شبلي السيد أحمد بن المتقي الدهلوي (٢) ومال إلى التاريخ والسير، وصنف كتاباً في " سيرة المأمون العباسي " و " سيرة النعمان " في سيرة الإمام أبي حنيفة و " الفاروق "، وألف كتابه " الجزية " و " حقوق الذميين " و " حياة الرومي " و " شعر العجم " وغيرها. وقد زار شبلي سنة ١٨٩٢م القسطنطينية والشام وبيروت وبيت المقدس والقاهرة، واطلع في رحلته هذه على المكتبات وكتب قيمة نادرة من العلوم والفنون المختلفة، وقد أكرمته الحكومة التركية بالوسام المجيدي، فلما اطلعت الحكومة الإنكليزية على ذلك في الهند أكرمته بلقب شمس العلماء سنة ١٨٩٤م وقد أُكرم العلامة بهذا اللقب ولم يتجاوز عمره خمساً أو ستاً وثلاثين سنة.

وكان شبلي قد شارك في تأسيس ندوة العلماء، وله دور بارز في إصلاح مناهجها، وكان رئيس ندوة العلماء الشيخ محمد علي المونكري يقول: أنا مغرم بكفاءة العلامة شبلي، وأنا أرى أن النجاح لم يتحقق إلا بكفاءته وهمَّته (٣) .

وقد توفي سنة ١٣٣٢هـ عن سبع وخمسين سنة، ودفن في ساحة مجمع دار المصنفين الذي أسسه لإعداد المؤلفين والباحثين، وقد صدر عنه ما يقارب ثلاثمائة كتاب على مستوى عالٍ في البحث والتحقيق، ونشر منها كتاب "سيرة


(١) انظر: "حياة شبلي" ص (١٣١) .
(٢) هو السيد أحمد بن المتقي الدهلوي المعروف بسيد أحمد خان المتوفي سنة ١٣١٥? "نزهة الخواطر" (٧/٤٢) .
(٣) سيرة مولانا مونكيري ص (٢٨١) .

<<  <   >  >>