للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

النبي صلى الله عليه وسلم وقد روينا في مغازي محمد بن إسحاق من زيادات يونس بن بكير (١) عن أبي خلدة خالد بن دينار حدثنا/ أبو العالية قال: "لما افتتحنا تستر (٢) وجدنا في بيت مال الهرمزان سريراً عليه رجل ميت، عند رأسه مصحف له، فأخذنا المصحف فحملناه إلى عمر رضي الله عنه، فدعا له كعباً فنسخه بالعربية؛ وأنا أول رجل من العرب قرأه مثل ما أقرأ القرآن هذا، فقلت لأبي العالية: ما كان فيه؟ قال: سيرتكم، ولحون كلامكم، وأموركم وما هو كائن بعد، قلت: فما صنعتم بالرجل؟ قال: حفرنا له بالنهار ثلاثة عشر قبراً متفرقة، فلما كان بالليل دفناه، وسوينا القبور كلها؛ لنعميه على الناس لا ينبشونه (٣) ، قلت: فما يرجون منه؟ قال: كانت السماء إذا حبست عنهم برزوا بسريره فيمطرون، فقلت: من كنتم تظنون الرجل؟ قال: رجل يقال له دانيال، فقلت: منذ كم وجدتموه مات؟ قال: منذ ثلاثمائة سنة، قلت: ما كان تغير منه شيء؟ قال: لا، إلا شعيرات من قفاه، إن لحوم الأنبياء لا تبليها الأرض ولا تأكلها السباع" (٤) . ففي هذه القصة ما فعله المهاجرون والأنصار من تعمية قبره لئلا يفتتن به الناس، وهو إنكار منهم لذلك، وقد كان من قبور أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم [بالأمصار] (٥) عدد كثير، وعندهم التابعون، ومن بعدهم من الأئمة، وما


(١) في مطبوعة "الاقتضاء" (تحقيق/ العقل) : "يونس بن بكر "، هكذا في متن الكتاب
وحاشيته وهو وخطأ.
(٢) في (المطبوعة) : "تستر"، وهو تحريف.
(٣) سقطت من "م" و "ش": "لا ينبشونه".
(٤) أورد هذه القصة ابن كثير وعزاها إلى محمد بن إسحاق أيضاً وقال: "هذا إسناد صحيح إلى أبي العالية".
(٥) ما بين المعقوفتين إضافة من "الاقتضاء".

<<  <   >  >>