للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الشك اصطلاحاً

تعريف الشك في الاصطلاح لا يبعد عن التعريف اللغوي، فيعرف الشك بأنه: "ما يناقض اليقين، ويتردد صاحبه بين شيئين " (١)، وعلى هذا يدل أحد تفسيري قوله تعالى: {قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} [إبراهيم: ١٠].

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: " أفي وجوده شك، فإن الفطر شاهدة بوجوده، ومجبولة على الإقرار به، فإن الاعتراف به ضروري في الفطر السليمة، ولكن قد يعرض لبعضها شك واضطراب، فتحتاج إلى النظر في الدليل الموصل إلى وجوده; ولهذا قالت لهم الرسل ترشدهم إلى طريق معرفته بأنه (فاطر السماوات والأرض) الذي خلقها وابتدعها على غير مثال سبق، فإن شواهد الحدوث والخلق والتسخير ظاهر عليها، فلا بد لها من صانع، وهو الله لا إله إلا هو، خالق كل شيء وإلهه و مليكه ". (٢)

فالشك في وجود الله عز وجل هو التردد في وجوده سبحانه؛ وعدم اليقين في وجوده سبحانه وتعالى. (٣)


(١) تفسير القرآن العظيم، الحافظ ابن كثير، (٢/ ٦٩١ - ٦٩٢).
(٢) تفسير القرآن العظيم، الحافظ ابن كثير، (قال رحمه الله: " والمعنى الثاني في قولهم: (أفي الله شك) أي: أفي إلهيته وتفرده بوجوب العبادة له شك، وهو الخالق لجميع الموجودات، ولا يستحق العبادة إلا هو، وحده لا شريك له; فإن غالب الأمم كانت مقرة بالصانع، ولكن تعبد معه غيره من الوسائط التي يظنونها تنفعهم أو تقربهم من الله زلفى ". (المرجع السابق، ٢/ ٦٩٢).
(٣) تجريد التوحيد الفيد، العلامة أحمد بن علي المقريزي، (٧٦٦ - ٨٤٥ هـ)، طبع ونشر الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية، ط ٢، ١٤٣٢ هـ، الرياض، ص: ٤٨

<<  <   >  >>