للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الرابع: علاج الشك في وجود الله عز وجل]

الأصل أن المسلم لا يتعرض لما يشككه في دينه، سواء كان ذلك بالاطلاع على مؤلفات الكفّار، أو بمن تأثر بالفلاسفة، أو بعقيدة المعتزلة ومن وافقهم في دعوتهم لإثبات وجود الله تعالى بالشك كما تقدم، أو بالإلحاد المعاصر ودعاته الذين يستهدفون به المسلمين (١)، أو بما يبثه العصرانيون في كتبهم وأطروحاتهم (٢)، أو بما يعرض في وسائل التواصل المختلفة، حفاظاً على إيمانه، وذلك من أجل أن تسلم عقيدته، وقد أنكر رسول الله صلى الله عليه


(١) قال شيخنا الدكتور غالب عواجي رحمه الله: " أما بالنسبة لظهور الإلحاد في بلاد المسلمين؛ فإنه يعود إلى أسباب كثيرة من أهمها حالة الانبهار بظهور هذه الماديات التي ظهرت على أيدي غير المؤمنين بالله تعالى، وما أصاب قلوب ضعفاء الإيمان من انبهار تام برونق تلك الحياة الزائفة الزائلة … وعلى كل حال فقد ظهر الإلحاد بشكله الجديد المدروس كبديل لكل الأديان، وزعماؤه هم البديل الجديد عن الأنبياء والرسل، والمتمسكون بالإلحاد هم المتطورون المتقدمون، والتاركون له هم الرجعيون المتخلفون، وللباطل صولة ثم يضمحل ". [المذاهب الفكرية المعاصرة ودورها في المجتمعات وموقف المسلم منها، د. غالب ين علي عواجي، المكتبة العصرية الذهبية، ط ١، ١٣٢٧ هـ، جدة، ٢/ ١٠١٣ - ١٠١٤].
(٢) العصرانيون كما يطلق عليهم في عصرنا الحاضر أنكروا الغيب؛ بدعوى مواكبة العصر، وزعموا أن من أنكره لا يخرج من الإسلام، كما يقول الدكتور حسن حنفي حيث يقول: يمكن للمسلم المعاصر أن ينكر الجانب الغيبي في الدين، ويكون مسلماً بسلوكه، ويرى زكي نجيب محفوظ أن الغيب خرافة، والإيمان به خرافة، وقد سبقهم المعتزلة فأنكر النظّام وجود الجن، ورد المعتزلة كثيراً من العقائد الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كعذاب القبر، والإيمان بالحوض، والصراط، والميزان، والشفاعة، ورؤية الله في الدار الآخرة، وردوا الأحاديث الواردة في الصحيحين. (العصرانيون بين مزاعم التجديد وميادين التغريب، محمد حامد الناصر، مكتبة الكوثر، ط ٢، ١٤٢٢ هـ، ص: (٣٩٥).

<<  <   >  >>