مرفوعا "ترفع الأعمال يوم الإثنين ويوم الخميس فيغفر للمستغفرين ويترك أهل الحقد بحقدهم" وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله عز وجل: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}[قّ:١٨] قال: يكتب كل ما تكلم به من خير وشر حتى أنه ليكتب قوله: أكلت وشربت وذهبت وجئت ورأيت حتى إذا كان يوم الخميس عرض قوله وعمله فأقر منه ما كان فيه من خير أو شر وألقى سائره فذلك قوله تعالى: {يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}[الرعد:٣٩] خرجه ابن أبي حاتم وغيره.
فهذا يدل على اختصاص يوم الخميس بعرض الأعمال لا يوجد في غيره.
وكان إبراهيم النخعي يبكي إلى امرأته يوم الخميس وتبكي إليه ويقول: اليوم تعرض أعمالنا على الله عز وجل فهذا عرض خاص في هذين اليومين غير العرض العام كل يوم فإن ذلك عرض دائم بكرة وعشيا ويدل على ذلك ما في الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار فيجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر فيسأل الذين باتوا فيكم وهو أعلم: كيف تركتم عبادي فيقولون: أتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون".
وفي صحيح مسلم عن أبي موسى الأشعري قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات فقال: "إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع الله عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه" ويروى عن ابن مسعود قال: إن مقدار كل يوم من أيامكم عند ربكم اثنتا عشرة ساعة فتعرض عليه أعمالكم بالأمس أول النهار اليوم فينظر فيها ثلاث ساعات وذكر باقيه كان الضحاك يبكي آخر النهار ويقول: لا أدري ما رفع من عملي يا من عمله معروض على من يعلم السر وأخفى لا تبهرج فإن الناقد بصير.
السقم على الجسم له ترداد ... والعمر ينقص والذنوب تزاد
ما أبعد شقتي ومالي زاد ... ما أكثر بهرجي ولي نقاد
وحديث أسامة فيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سرد الفطر يصوم الإثنين والخميس فدل على مواظبة النبي صلى الله عليه وسلم على صيامهما وقد كان أسامة يصومهما حضرا وسفرا لهذا وفي مسند الإمام أحمد وسنن النسائي عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر فقال له: إني أقوى على أكثر من