للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصالحات وكل ميسر لما خلق له أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى، وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى، وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: ٥, ١٠] فالمبادرة إلى اغتنام العمل فيما بقي من الشهر فعسى أن يستدرك به ما فات من ضياع العمر.

تولى العمر في سهو وفي لهو وفي خسر

فيا ضيعة ما أنفقت في الأيام من عمري

ومالي في الذي ضيعت من عمري من عذر

فما أغفلنا من واجبات الحمد والشكر

أما قد خصنا الله بشهر أيما شهر

بشهر أنزل الرحمن فيه أشرف الذكر

وهل يشبه شهر وفيه ليلة القدر

فكم من خبر صح بما فيها من الخير

روينا عن ثقات أنها تطلب في الوتر

فطوبى لامرىء يطلبها في هذه العشر

ففيها تنزل الأملاك بالأنوار والبر

قد قال {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}

ألا فادخرها إنها من أنفس الذخر

فكم من معلق فيها من النار ولا يدري

<<  <   >  >>