للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي رواية لهما: أنه قال: "ألم أنهك أن تسألني عنها إن الله لو أذن لي أن أخبركم بها لأخبرتكم لا آمن أن تكون في السبع الأواخر".

ففي هذه الرواية أن بيان النبي صلى الله عليه وسلم لليلة القدر انتهى إلى أنها في السبع الأواخر ولم يزد على ذلك شيئا وهذا مما يستدل به من رجح ليلة ثلاث وعشرين وخمس وعشرين على ليلة إحدى وعشرين فإن ليلة إحدى وعشرين ليست من السبع الأواخر بلا تردد وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه أخر: أنه بين أنها ليلة سبع وعشرين كما سيأتي إن شاء الله تعالى واختلف في أول السبع الأواخر فمنهم من قال أول السبع ليلة ثلاث وعشرين على حساب نقصان الشهر دون تمامه لأنها المتيقن وروي هذا ابن عباس وسيأتي كلامه فيما بعد إن شاء الله تعالى.

وفي صحيح البخاري عن بلال قال: إنها أول السبع من العشر الأواخر وخرجه ابن أبي شيبة وعنده قال: ليلة ثلاث وعشرين وهذا قول مالك قال: أرى والله أعلم أن التاسعة ليلة إحدى وعشرين والسابعة ليلة ثلاث وعشرين والخامسة ليلة خمس وعشرين وتأوله عبد الملك بن حبيب على أنه إنما يحسب كذلك إذا كان الشهر ناقصا وليس هذا بشيء فإنه أمر بالإجتهاد في هذه الليالي على هذا الحساب وهذا لا يمكن أن يكون مراعى بنقصان الشهر في آخره.

وكان أيوب السختياني يغتسل ليلة ثلاث وعشرين ويمس طيبا وليلة أربع وعشرين ويقول: ليلة ثلاث وعشرين ليلة أهل المدينة وليلة أربع وعشرين ليلتنا يعني أهل البصرة.

وكذلك كان ثابت وحميد يفعلان وكانت طائفة تجتهد ليلة أربع وعشرين روي عن أنس والحسن وروي عنه قال: رقبت الشمس عشرين سنة ليلة أربع وعشرين فكانت تطلع لا شعاع لها وروي عن ابن عباس ذكره البخاري عنه وقيل: إن المحفوظ عنه أنها ليلة ثلاث وعشرين كما سبق.

وقد تقدم حديث إنزال القرآن في ليلة أربع وعشرين وكذلك أبو سعيد الخدري وأبو ذر حسبا الشهر تاما فيكون عندهما أول السبع الأواخر ليلة أربع وعشرين وممن اختار هذا القول ابن عبد البر واستدل بأن الأصل تمام الشهر ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإكماله إذا غم مع احتمال نقصانه وكذلك رجحه بعض أصحابنا وقد تقدم من حديث أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا كان ليلة أربع

<<  <   >  >>