للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعشرين لم يذق غمضا وإسناده ضعيف وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على أن أول السبع البواقي ليلة ثلاث وعشرين ففي مسند الإمام أحمد عن جابر أن عبد الله بن أنيس سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر وقد خلت اثنان وعشرون ليلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "التمسوها في السبع الأواخر التي بقين من الشهر" وفيه أيضا عن عبد الله بن أنيس أنهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر وذلك مساء ليلة ثلاث وعشرين فقال: "التمسوها هذه الليلة" فقال رجل من القوم: فهي إذن يا رسول الله أولى ثمان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنها ليست بأولى ثمان ولكنها أولى سبع أن الشهر لا يتم".

وفيه أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كم مضى من الشهر"؟ قلنا: مضت ثنتان وعشرون وبقي ثمان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا بل مضت ثنتان وعشرون وبقي سبع اطلبوها الليلة" وقد يحمل هذا على شهر خاص اطلع النبي صلى الله عليه وسلم على نقصانه وهو بعيد ويدل على خلافه أنه روي في تمام حديث أبي هريرة رضي الله عنه ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الشهر هكذا وهكذا وهكذا ثم خنس إبهامه في الثالثة" فهذا يدل على أنه تشريع عام وإنه حسب الشهر على تقدير نقصانه أبدا لأنه المتيقن كما ذهب إليه أيوب ومالك وغيرهما وعلى قولهما تكون ليلة سابعة تبقى ليلة ثلاث وعشرين وليلة خامسة تبقى ليلة خمس وعشرين وليلة تاسعة تبقى ليلة إحدى وعشرين.

وقد روي عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أنه أنكر أن تحسب ليلة القدر بما مضى من الشهر وأخبر أن الصحابة يحسبونها بما بقي منه وهذا الإحتمال إنما يكون في مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "التمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة" وقد خرجه البخاري من حديث عبادة رضي الله عنه ومسلم من حديث أبي سعيد فإنه يحتمل أن يراد به التاسعة والسابعة والخامسة بما يبقى وبما يمضي فأما حديث ابن عباس وأبي بكرة وما في معناهما فإنها مقيدة بالباقي من الشهر فلا يحتمل أن يراد به الماضي وحينئذ يتوجه الإختلاف السابق في أنه هل يحسب على تقدير تمام الشهر أو نقصانه وحديث ابن عباس قد روي بالشك فيما مضى أو يبقى وقد خرجه البخاري بالوجهين.

وحديث أبي ذر في قيام النبي صلى الله عليه وسلم بهم أفراد العشر الأواخر قد خرجه أبو داود الطيالسي بلفظ صريح: أنه قام بهم أشاع العشر الأواخر وحسبها أوتارا بالنسبة إلى ما يبقى من الشهر وقدره تاما وجعل الليلة التي قامها حتى خشوا أن يفوتهم

<<  <   >  >>