والثاني: أنه قال سلام الله عليه فكلمة هي: هي الكلمة السابعة والعشرون من السورة فإن كلماتها كلها ثلاثون كلمة.
قال ابن عطية: هذا من ملح التفسير لا من متين العلم وهو كما قال ومما استدل به من رجح ليلة سبع وعشرين بالآيات والعلامات التي رأيت فيها قديما وحديثا وبما وقع فيها من إجابة الدعوات فقد تقدم عن أبي بن كعب أنه استدل على ذلك بطلوع الشمس في صبيحتها لا شعاع لها وكان عبدة ابن أبي لبابة يقول: هي ليلة سبع وعشرين ويستدل على ذلك فإنه قد جرب ذلك بأشياء وبالنجوم خرجه عبد الرزاق وروي عن عبدة أنه ذاق ماء البحر ليلة سبع وعشرين فإذا هو عذب ذكره الإمام أحمد بإسناده وطاف بعض السلف ليلة سبع وعشرين بالبيت الحرام فرأى الملائكة في الهواء طائفين فوق رؤوس الناس وروى أبو موسى المديني من طريق أبي الشيخ الأصبهاني بإسناد عن حماد بن شعيب عن رجل منهم قال: كنت بالسواد فلما كان في العشر الأواخر جعلت أنظر بالليل فقال لي رجل منهم: إلى أي شيء تنظر؟ قلت: إلى ليلة القدر قال: فنم فإني سأخبرك فلما كان ليلة سبع وعشرين جاء وأخذ بيدي فذهب بي إلى النخل فإذا النخل واضع سعفه في الأرض فقال: لسنا نرى هذا في السنة كلها إلا في هذه الليلة وذكر أبو موسى بأسانيد له أن رجلا مقعدا دعا الله ليلة سبع وعشرين فأطلقه وعن امرأة مقعدة كذلك وعن رجل بالبصرة كان أخرس ثلاثين سنة فدعا الله ليلة سبع وعشرين فأطلق لسانه فتكلم.
وذكر الوزير أبو المظفر ابن هبيرة أنه رأى ليلة سبع وعشرين وكانت ليلة جمعة بابا في السماء مفتوحا شامي الكعبة قال: فظننته حيال الحجرة النبوية المقدسة قال: ولم يزل كذلك إلى أن التفت إلى المشرق لأنظر طلوع الفجر ثم التفت إليه فوجدته قد غاب قال: وإن وقع في ليلة من أوتار العشر ليلة جمعة فهي أرجى من غيرها "واعلم أن جميع هذه العلامات لا توجب القطع بليلة القدر".
وقد روى سلمة بن شبيب في كتاب فضائل رمضان حدثنا إبراهيم بن الحكم حدثني أبي قال: حدثني فرقد: أن أناسا من الصحابة كانوا في المسجد فسمعوا كلاما من السماء ورأوا نورا من السماء وبابا من السماء وذلك في شهر رمضان فأخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما رأوا فزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أما النور فنور رب العزة تعالى وأما الباب فباب السماء والكلام كلام الأنبياء فكل شهر رمضان على هذه الحال ولكن هذه ليلة كشف غطاؤها" وهذا مرسل ضعيف.