للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما العمل في ليلة القدر فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" وقيامها إنما هو إحياؤها بالتهجد فيها والصلاة وقد أمر عائشة بالدعاء فيها أيضا قال سفيان الثوري الدعاء في تلك الليلة أحب إلي من الصلاة قال: وإذا كان يقرأ وهو يدعو ويرغب إلى الله في الدعاء والمسألة لعله يوافق انتهى ومراده أن كثرة الدعاء أفضل من الصلاة التي لا يكثر فيها الدعاء وإن قرأ ودعا كان حسنا وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتهجد في ليالي رمضان ويقرأ قراءة مرتلة لا يمر بآية فيها رحمة إلا سأل ولا بآية فيها عذاب إلا تعوذ فيجمع بين الصلاة والقراءة والدعاء والتفكر وهذا أفضل الأعمال وأكملها في ليالي العشر وغيرها والله أعلم وقد قال الشعبي في ليلة القدر: ليلها كنهارها وقال الشافعي في القديم: استحب أن يكون اجتهاده في نهارها كاجتهاده في ليلها وهذا يقتضي استحباب الإجتهاد في جميع زمان العشر الأواخر ليله ونهاره والله أعلم المحبون تطول عليهم الليالي فيعدونها غدا لانتظار ليالي العشر في كل عام فإذا ظفروا بها نالوا مطلوبهم وخدموا محبوبهم.

قد مزق الحب قميص الصبر ... وقد غدوت حائرا في أمري

آه على تلك الليالي الغر ... ما كن إلا كليالي القدر

إن عدن لي من بعد هذا الهجر ... وفيت لله بكل نذر

وقام بالحمد خطيب شكري

رياح هذه الأسحار تحمل أنين المذنبين وأنفاس المحبين وقصص التائبين ثم تعود برد الجواب بلا كتاب.

أعلمتمو أن النسيم إذا سرى ... حمل الحديث إلى الحبيب كما جرى

جهل الحبيب بأنني في حبهم ... سهر الدجى عندي ألذ من الكرى

...

فإذا ورد يريد برد السحر بحمل ملطفات الألطاف لم يفهمها غير من كتبت إليه.

نسيم صبا نجد متى جئت حاملا ... تحيتهم فاطو الحديث عن الركب

ولا تذع السر المصون فإنني ... أغار على ذكر الأحبة من صحبي

يا يعقوب الهجر قد هبت ريح يوسف الوصل فلو استنشقت لعدت بعد العمى بصيرا ولوجدت ما كنت لفقده فقيرا.

<<  <   >  >>