للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جريرة وجريمة فمن أعتق فيها من النار فقد فاز بالجائزة العظيمة والمنحة الجسيمة.

يا من أعتقه مولاه من النار إياك أن تعود بعد أن صرت حرا إلى رق الأوزار أيبعدك مولاك من النار وتتقرب منها وينقذك منها وأنت توقع نفسك فيها ولا تحيد عنها.

وإن امرءا ينجو من النار بعدما ... تزود من أعمالها لسعيد

إن كانت الرحمة للمحسنين فالمسيء لا ييأس منها وإن تكن المغفرة مكتوبة للمتقين فالظالم لنفسه غير محجوب عنها غيره.

إن كان عفوك لا يرجوه ذو خطأ ... فمن يجود على العاصين بالكرم

غيره:

إن كان لا يرجوك إلا محسن ... فمن الذي يرجو ويدعو المذنب

لم لا يرجى العفو من ربنا وكيف لا يطمع في حلمه وفي الصحيح: أنه بعبده أرحم من أمه: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً} [الزمر: ٥٣] .

فيا أيها العاصي وكلنا ذلك لا تقنط من رحمة الله بسوء أعمالك فكم يعتق من النار في هذه الأيام من أمثالك فأحسن الظن بمولاك وتب إليه فإنه لا يهلك على الله هالك.

إذا أوجعتك الذنوب فداوها ... برفع يد بالليل والليل مظلم

ولا تقنطن من رحمة الله إنما ... قنوطك منها من ذنوبك أعظم

فرحمته للمحسنين كرامة ... ورحمته للمذنبين تكرم

ينبغي لمن يرجو العتق في شهر رمضان من النار أن يأتي بأسباب توجب العتق من النار وهي متيسرة في هذا الشهر وكان أبو قلابة يعتق في آخر الشهر جارية حسناء مزينة يرجو بعتقها العتق من النار وفي حديث سلمان الفارسي المرفوع الذي في صحيح ابن خزيمة: "من فطر صائما كان عتقا له من النار ومن خفف فيه عن مملوكه كان له عتقا من النار" وفيه أيضا: "فاستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتين: ترضون بها ربكم وخصلتين: لا غناء لكم عنهما فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم: شهادة أن لا إله إلا الله والإستغفار وأما اللتان لا غناء لكم عنهما: فتسألون الله الجنة وتستعيذون به من النار" فهذه الخصال الأربعة المذكورة في الحديث كل منها سبب العتق والمغفرة: فأما كلمة التوحيد:

<<  <   >  >>