سمعت ولا خطر على قلب بشر فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إليها بالإيمان والإسلام والإحسان فمن أجابه دخل الجنة وأكل من تلك الضيافة ومن لم يجب حرم.
خرج الترمذي عن جابر قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال: "رأيت في المنام كأن جبريل عند رأسي وميكائيل عند رجلي فقال أحدهما لصاحبه: اضرب له مثلا فقال: اسمع سمعت أذناك واعقل عقل قلبك: إنما مثلك ومثل أمتك كمثل ملك اتخذ دارا ثم بنى فيها بناء وجعل فيها مائدة ثم بعث رسولا يدعو الناس إلى طعامه فمنهم من أجاب الرسول ومنهم من تركه فالله تعالى هو الملك والدار هي الإسلام والبيت الجنة وأنت يا محمد رسول الله من أجابك دخل الإسلام ومن دخل الإسلام دخل الجنة ومن دخل الجنة أكل فيها" وخرجه البخاري بمعناه ولفظه: "مثله كمثل رجل بنى دارا وجعل فيها مأدبة وبعث داعيا فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة والدار الجنة والداعي محمد صلى الله عليه وسلم".
في بعض الآثار الإسرائلية يقول الله تعالى:"ابن آدم ما أنصفتني أذكرك وتنساني أدعوك إلى إلي فتفر مني إلى غيري وأذهب عنك البلايا وأنت منعكف على الخطايا ابن آدم ما يكون اعتذارك غدا إذا جئتني" طوبى لمن أجاب مولاه: {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ}[الاحقاف: ٣١] .
يا نفس ويحك قد أتاك هواكي ... أجيبي فداعي الحق قد ناداكي
كم قد دعيت إلى الرشاد فتعرضي ... وتجيبي داعي الغي حين دعاكي
كل ما في الدنيا يذكر بالآخرة فمواسمها وأعيادها وأفراحها تذكر بمواسم الآخرة وأعيادها وأفراحها صنع عبد الواحد بن زيد طعاما لإخوانه فقام عتبة الغلام على رؤوس الجماعة يخدمهم وهو صائم فجعل عبد الواحد ينظر إليه ويسارقه النظر ودموع عتبة تجري فسأله بعد ذلك عن بكائه حينئذ فقال: ذكرت موائد الجنة والولدان قائمون على رؤوسهم فصعق عبد الواحد: أبدان العارفين في الدنيا وقلوبهم في الآخرة.
جسمي معي غير أن الروح عندكم ... فالجسم في غربة والروح في وطن
أعياد الناس تنقضي فأما أعياد العارفين فدائمة قال الحسن: كل يوم لا.