للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مرفوعا: "من قال سبحان الله العظيم بني له برج في الجنة" وروي موقوفا.

وعن الحسن قال: الملائكة يعملون لبني آدم في الجنان يغرسون ويبنون فربما أمسكوا فيقال لهم: قد أمسكتم؟ فيقولون: حتى تأتينا النفقات وقال الحسن: فأتعبوهم بأبي أنتم وأمي على العمل وقال بعض السلف: بلغني أن دور الجنة تبنى بالذكر فإذا أمسك عن الذكر أمسكوا عن البناء فيقال لهم: فيقولون: حتى تأتينا نفقة.

أرض الجنة اليوم قيعان والأعمال الصالحة لها عمران بها تبنى القصور وتغرس أرض الجنان فإذا تكامل الغراس والبنيان انتقل إليه السكان رأى بعض الصالحين في منامه قائلا يقول له: قد أمرنا بالفراغ من بناء دارك واسمها دار السرور فأبشر وقد أمرنا بتنجيدها وتزيينها والفراغ منها إلى سبعة أيام فلما كان بعد سبعة أيام مات فرؤي في المنام فقال: أدخلت دار السرور فلا تسأل عما فيها لم ير مثل الكريم إذا حل به المطيع رأى بعضهم كأنه أدخل الجنة وعرض عليه منازله وأزواجه فلما أراد أن يخرج تعلق به أزواجه وقالوا: بالله حسن عملك فكلما حسنت عملك ازددنا نحن حسنا.

العاملون اليوم يسلفون رؤوس أموال الأعمال فيما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين إلى أجل يوم المزيد في سوق الجنة فإذا حل الأجل دخلوا السوق فحملوا منه ما يشاؤن بغير نقد ثمن على ما قد سلف من تعجيل رأس مال السلف لكن بغير مكيال ولا ميزان فيا من عزم أن يسلف اليوم إلى ذلك الموسم عجل بتقبيض رأس المال فإن تأخير التقبيض يفسد العقد.

فلله ذاك السوق الذي هو موعد الـ ... ـمزيد لوفد الحب لو كنت منهم

فما شئت منه خذ بلا ثمن له ... فقد أسلف التجار فيه وأسلموا

في الحديث: "إن الجنة تقول: يا رب ائتني بأهلي وبما وعدتني فقد كثر حريري واستبرقي وسندسي ولؤلؤي ومرجاني وفضتي وذهبي وأباريقي وخمري وعسلي ولبني فأتني بأهلي وبما وعدتني" وفي الحديث أيضا: "من سأل الله الجنة شفعت له الجنة إلى ربها وقالت: اللهم أدخله الجنة" وفي الحديث أيضا: "إن الجنة تفتح في كل سحر ويقال لها ازدادي طيبا لأهلك فتزداد طيبا فذلك البرد الذي يجده الناس في السحر" قلوب العارفين تستنشق أحيانا نسيم الجنة قال أنس بن النضر يوم أحد: واها لريح الجنة والله إني لأجد ريح الجنة من قبل أحد ثم تقدم فقاتل حتى قتل:

<<  <   >  >>