وقد روي في صفة ولادته آيات تستغرب فمنها: روي عن آمنة بنت وهب أنها قالت: وضعته فما وقع كما وقع الصبيان وقع واضعا يده على الأرض رافعا رأسه إلى السماء وروي أيضا: أنه قبض من التراب بيده لما وقع بالأرض فقال بعض القافة: إن صدق الفال ليغلبن أهل الأرض وروي: أنه وضع تحت جفنة فانفلقت عنه ووجدوه ينظر إلى السماء.
واختلفت الروايات هل ولد مختونا؟! فروي: أنه ولد مختونا مسرورا يعني مقطوع السرة حتى قال الحاكم: تواترت الروايات بذلك وروي أن جده ختنه وتوقف الإمام أحمد في ذلك قال المروذي: سئل أبو عبد الله هل ولد النبي صلى الله عليه وسلم مختونا؟ قال: الله أعلم ثم قال: لا أدري قال أبو بكر عبد العزيز بن جعفر من أصحابنا: قد روي: أنه صلى الله عليه وسلم ولد مختونا مسرورا ولم يجترىء أبو عبد الله على تصحيح هذا الحديث.
وأما شهر ولادته فقد اختلف فيه:: فقيل: في شهر رمضان روي عن عبد الله بن عمرو بإسناد لا يصح وقيل: في رجب ولا يصح وقيل: في ربيع الأول وهو المشهور بين الناس حتى نقل ابن الجوزي وغيره عليه الإتفاق ولكنه قول جمهور العلماء ثم اختلفوا في أي يوم كان من الشهر: فمنهم من قال: هو غير معين وإنما ولد في يوم الإثنين من ربيع من غير تعين لعدد ذلك اليوم من الشهر والجمهور على أنه يوم معين منه ثم اختلفوا فقيل: لليلتين خلتا منه وقيل: لثمان خلت منه وقيل: لعشر وقيل: لاثنتي عشرة وقيل: لسبع عشرة وقيل: لثماني عشرة وقيل لثمان بقين منه وقيل: إن هذين القولين غير صحيحين عمن حكيا عنه بالكلية والمشهور الذي عليه الجمهور: أنه ولد يوم الإثنين ثاني عشر ربيع الأول وهو قول ابن إسحاق وغيره.
وأما عام ولادته فالأكثرون على أنه عام الفيل وممن قال ذلك: قيس بن مخرمة وقبات بن أشيم وابن عباس وروي عنه: أنه ولد يوم الفيل وقيل: إن هذه الرواية وهم إنما الصحيح عنه أنه قال: عام الفيل ومن العلماء من حكى الإتفاق على ذلك وقال: كل قول يخالفه وهم والمشهور أنه صلى الله عليه وسلم ولد بعد الفيل بخمسين يوما وقيل: بعده بخمس وخمسين يوما وقيل: بشهر وقيل: بأربعين يوما وقد قيل: إنه ولد بعد الفيل بعشر سنين وقيل: بثلاث وعشرين سنة وقيل: بأربعين سنة وقيل: قبل الفيل بخمس عشرة سنة وهذه الأقوال وهم عند جمهور العلماء ومنها لا يصح عمن حكي عنه قال إبراهيم بن المنذر