للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

في الأرض كلها كالغيث استدبرته الريح إلا مكة والمدينة فيمنع منهما ومدته أربعون يوما، يوم كسنةٍ، ويوم كشهر، ويوم كجمعةِ وباقي أيامه كالعادة. وهو أعور العين مكتوب بين عينيه (ك ف ر) يقرؤه المؤمن فقط، وله فتنة عظيمة منها أنه يأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت، معه جنة ونار فجنته نار وناره جنة، حذر منه النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: "مَنْ سَمِعَ بهِ فلينأَ عنه، ومن أدركه فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف أو بفواتح سورة الكهف" ٦٥.

٢- نزول عيسى ابن مريم: نزول عيسى ابن مريم ثابت بالكتاب والسنة وإجماع المسلمين.

قال الله تعالى:

{وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} [النساء: ١٥٩] .

أي: موت عيسى وهذا حين نزول كما فسره أبو هريرة بذلك.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "والله لينزلن عيسى ابن مريم حكما وعدلاً". الحديث متفق عليه٦٦.

وقد أجمع المسلمون على نزوله فينزل عند المنارة البيضاء في شرقي دمشق واضعا كفيه على أجنحة ملكين فلا يحل لكافر يجد من ريح نفسه إلا مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه فيطلب الدجال حتى يدرك بباب لدٍ فيقتله، ويكسر الصليب


٦٥ راجع حديث النواس بن سمعان عند مسلم: كتاب الفتن: باب ذكر الدَّجال وصفته: "٢٩٣٧" "١١٠"، "١١١".
٦٦ البخاري: كتاب البيوع: باب قتل الخنزير "٢٢٢٢".
كتاب الأنبياء: باب نزول عيسى ابن مريم عليهما السلام "٣٤٤٨".
ومسلم: كتاب الإيمان: باب نزول عيسى ابن مريم حاكمًا بشريعة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- "١٥٥" "٢٤٢".

<<  <   >  >>