للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

واختلف العلماء هل هو ميزان واحد أو متعدد؟

فقال بعضهم: متعدد بحسب الأمم أو الأفراد أو الأعمال؛ لأنه لم يرد في القرآن إلا مجموعًا، وأما إفراده في الحديث فباعتبار الجنس.

وقال بعضهم: هو ميزان واحد؛ لأنه ورد الحديث مفردًا، وأما جمعه في القرآن فباعتبار الموزون، وكلا الأمرين محتمل والله أعلم.

والذي يوزن العمل؛ لظاهر الآية السابقة والحديث بعدها وقيل: صحائف العمل، لحديث صاحب البطاقة، وقيل: العامل نفسه لحديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة" وقال اقرءوا:

{فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنا} [الكهف: ١٠٥] متفق عليه٩٧.

وجمع بعض العلماء بين هذه النصوص بأن الجميع يوزن أو أن الوزن حقيقة للصحائف، وحيث إنها تثقل وتخف بحسب الأعمال المكتوبة صار الوزن كأنه للأعمال، وأما وزن صاحب العمل فالمراد به قدره وحرمته، وهذا جمع حسن والله أعلم.

نشر الدواوين:

النشر لغة: فتح الكتاب أو بث الشيء، وشرعًا: إظهار صحائف الأعمال يوم القيامة وتوزيعها.


= الذهبي، وحسنه الترمذي، وصححه الألباني في الصحيحة "١٣٥"، وقال: والأحاديث في ذلك متضافرة إن لم تكن متواترة. أ. هـ.
٩٧ البخاري: كتاب التفسير من سورة الكهف: باب {أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ} [الكهف: ١٠٥] "٤٧٢٩".
ومسلم: كتاب صفة القيامة والجنة والنار "٢٧٨٥" "١٨".

<<  <   >  >>