للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قومًالم يعملوا خيرًا قط قد عادوا حممًا" متفق عليه١١٤.

وهذه الشفاعة ينكرها المعتزلة والخوارج بناء على مذهبهم أن فاعل الكبيرة مخلد في النار فلا تنفعه الشفاعة ونرد عليهم بما يأتي:

١- أن ذلك مخالف للمتواتر من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.

٢- أنه مخالف لإجماع السلف.

ويشترط لهذه الشفاعة شرطان:

الأول: إذن الله في الشفاعة لقوله تعالى:

{مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِه} [البقرة: ٢٥٥] .

الثاني: رضا الله عن الشافع والمشفوع له لقوله تعالى:

{وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنْ ارْتَضَى} [الأنبياء: ٢٨]

فأما الكافر فلا شفاعة له لقوله تعالى:

{فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} [المدثر: ٤٨] .

أي: لو فرض أن أحدًا شفع لهم لم تنفعهم الشفاعة.

وأما شفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- لعمه أبي طالب حتى كان في ضحضاح من نار وعليه نعلان يغلي منهما دماغه، وإنه لأهون أهل النار عذابا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار" رواه مسلم١١٦. فهذا خاص بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وبعمه


١١٤ حديث أبي سعيد الخدري تقدم تخريجه ص "١٢٦".
١١٥ مسلم: كتاب الإيمان: باب شفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي طالب والتخفيف عنه بسببه "٢٠٩" "٣٥٧" من حديث العباس بن عبد المطلب أنه قال: يا رسول الله، هل نفعت أبا طالب بشيء، فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: "نعم هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار".

<<  <   >  >>