للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مالك الدهر المتصرف فيه بدليل قوله في الرواية الثانية عن الله تعالى: "بيدي الأمر أقلب الليل والنهار" ٢.

الفرع الثاني: أسماء الله غير محصورة بعدد معين:

لقوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث المشهور: "أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك" ٣، وما استأثر الله به في علم الغيب عنده لا يمكن حصره ولا الإحاطة به.

والجمع بين هذا وبين قوله في الحديث الصحيح: "إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة" ٤: إن معنى هذا الحديث إن من أسماء الله تسعة وتسعين اسماء من أحصاها دخل الجنة، وليس المراد حصر أسمائه تعالى بهذا العدد، ونظير هذا أن تقول: عندي مائة درهم أعددتها للصدقة، فلا ينافي أن يكون عندك دراهم أخرى أعددتها لغير الصدقة.


٢ أخرجه البخاري: كتاب التوحيد: باب قوله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ} "٧٤٩١"، ومسلم: كتاب الألفاظ من الأدب: باب النهي عن سب الدهر "٢٢٤٦" "٢" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
٣ حديث صحيح: جزء من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، الذي رواه أحمد "٣٩٤/١، ٤٥٢" وابن حبان "٢٣٧٢ - موارد" والحاكم "١/ ٥١٩" وصححه الحافظ ابن القيم في شفاء العليل ص "٢٧٤"، واستفاض في بيان أهميته وفوائده في كتاب الفوائد ص "٢٤: ٢٩"، وصححه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند "٣٧٢١" وكذا الألباني في الصحيحة "١٩٩"، وشعيب الأرناؤوط في تخريج زاد المعاد "١٩٨/٤".
٤ أخرجه البخاري: كتاب الدعوات: باب لله مائة اسم غير واحد "٦٤١٠" ومسلم: كتاب الذكر والدعاء: باب في أسماء الله تعالى وفضل من أحصاها "٢٦٧٧" "٦" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

<<  <   >  >>