للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[١٠] وقال محمد بن عبد الرحمن الأدرمي لرجل تكلم ببدعة ودعا الناس إليها: هل علمها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي، أو لم يعلموها؟ قال: لم يعلموها. قال: فشيء لم يعلمه هؤلاء أعلمته أنت؟!! قال الرجل: فإني أقول: قد علموها. قال: أفوسعهم ألا يتكلموا به، ولا يدعوا الناس إليه أم لم يسعهم؟ قال: بلى وسعهم. قال فشيء وسع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وخلفاؤه، لا يسعك أنت؟!! فانقطع الرجل. فقال الخليفة -وكان حاضراً-: لا وسع الله على من لم يسعه ما وسعهم.

[١١] وهكذا من لم يسعه ما وسع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه والتابعين لهم بإحسان، والأئمة من بعدهم والراسخين في العلم من تلاوة آيات الصفات وقراءة أخبارها وإمرارها كما جاءت فلا وسع الله عليه.

.... الشرح....

مناظرة جرت عند خليفة بين الأدرمي وصاحب بدعة:

لم أطلع على ترجمة للأدرمي ١٣ ومن معه ولا أعلم نوع البدعة المذكورة والمهم أن نعرف مراحل هذه المناظرة لنكتسب منها طريقًا لكيفية المناظرة بين الخصوم


١٣ القصة أخرجها الخطيب في تاريخ بغداد "٧٥/١٠" ومن طريقه ابن الجوزي في مناقب الإمام أحمد ص "٤٣١: ٤٣٦" ومن طريقه ابن قدامة في التوابين ص "١٩٤" وأخرجها الذهبي في سير أعلام النبلاء "٣١٣/١١" والآجرى في الشريعة ص "٩١: ٩٥" وأوردها ابن كثير في البداية والنهاية "٣٣٥/١٠"
وقد رويت القصة من طريقين أحدهما مطول والآخر مختصر وقال الحافظ الذهبي بعد ذكر الطريقة المختصرة للقصة: "هذه قصة مليحة وإن كان في طريقها من يجهل ولها شاهد" ثم ذكر لها الطريق المطول.
ويظهر من كلام الشيخ العثيمين -حفظه الله- أن في هذه القصة مبهمات أربعة الأدرمي، والمناظر له، والخليفة الذي حضر المناظرة، والبدعة التي جرت المناظرة بسببها ومن خلال التعرف على شخصية المُنَاظِر تتبين لنا بقية المبهمات =

<<  <   >  >>