وقال الخطيب في تاريخه "٧٥/١٠": وكان هارون الواثق بالله أشخص شيخا من أهل أذنه للمحنة وناظر ابن أبي دُوَاد بحضرته واستعلى عليه الشيخ بحجته فأطلقه الواثق ورده إلى وطنه، ويقال: إنه كان أبا عبد الرحمن الأذرمي أ. هـ. وقال الحافظ في التهذيب "٥/٦" بعد أن ذكر كلام الخطيب: قلت القصة مشهورة حكاها المسعودي وغيره، ورواها السياري في الألقاب بإسناد له قال فيه: إن الشيخ المناظر هو الأذرمي هذا أ. هـ. وقال السمعاني في الأنساب "٦٢/١" في مادة: الأذرمي: بعد الألف وفتح الذال المعجمة وسكون الراء، وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى آذرم، وظني أنها من قرى أذنة بلدة من الثغر منها أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد بن إسحاق الآذرمي.... ثم ترجم له وذكر مثل كلام الخطيب. الثاني: المناظر له وهو أحمد بن أبي دُوَاد: القاضي الكبير أبو عبد الله أحمد بن فرج بن حريز الإيادي البصري البغدادي الجهمي عدو أحمد بن حنبل. كان داعية إلى خلق القرآن كانت له منزلة ومشورة عند الخليفة المأمون والمعتصم والواثق وكان إلْبًا على الإمام أحمد يوم المحنة يقول يا أمير المؤمنين اقتله هو ضال مضل، راجع ترجمته في: وفيات الأعيان "٨١/١" وسير أعلام النبلاء "١٦٩/١١" والبداية والنهاية "٣١٩/١٠" وشذرات الذهب "٩٣/٢". الثالث: الخليفة الذي حضر المناظرة هو الواثق بالله هارون بن محمد "المعتصم بالله" ابن هارون الرشيد العباسي أبو جعفر من خلفاء الدولة العباسية بالعراق ولد ببغداد وولي الخلافة بعد وفاة أبيه سنة ٢٢٧هـ فامتحن الناس في خلق القرآن وسجن جماعة، والظاهر أن تاب عن ذلك في آخر عمره كما جاء في سياق روايات القصة التي نحن بصدد الكلام عليها ففي آخرها قال المهتدي بالله ابن الخليفة الواثق بالله: "فرجعت عن هذه المقالة، وأظن أن الواثق رجع عنها منذ ذلك الوقت" أ. هـ. وقد عنون الحافظ ابن قدامة في التوابين ص "١٩٤" لهذه القصة بقوله: توبة الواثق بالله وابنه المهتدي بالله. وقال الحافظ ابن الجوزي في مناقب الإمام أحمد ص "٤٣١": وقد روي =