والخير والشر هو بالنسبة للمقدور وعاقبته فإن منه ما يكون خيرا كالطاعات والصحة والغنى، ومنه ما يكون شراً كالمعاصي والمرض والفقر، أما بالنسبة لفعل الله فلا يقال: إنه شر؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في دعاء القنوت الذي علمه الحسن بن علي:"وقني شر ما قضيت" فأضاف الشر إلى ما قضاه لا إلى قضائه.
والإيمان بالقدر لا يتم إلا بأربعة أمور:
الأول: الإيمان بأن الله عالم كل ما يكون جملة وتفصيلا بعلم سابق لقوله تعالى:
أي: نخلق الخليقة، ولقوله صلى الله عليه وسلم:"إن الله قدر مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة". رواه مسلم٥٦.
الثالث: أنه لا يكون شيء في السموات والأرض إلا بإرادة الله ومشيئته الدائرة بين الرحمة والحكمة يهدي من يشاء برحمته ويضل من يشاء بحكمته لا يسأل عما يفعل لكمال حكمته وسلطانه وهم يسألون وما وقع من ذلك فإنه مطابق لعلمه السابق ولما كتبه في اللوح المحفوظ لقوله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}[القمر: ٤٩] .
٥٦ مسلم: كتاب القدر: باب حجاج آدم وموسى عليهما السلام "٢٦٥٣" "١٦" من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ولفظ: "كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة..".