للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٥- أن مثل هذا مما تتوافر الدواعي والهمم على نقله، فكيف يكون قد وقع ولا يكون علمه عند حملة السنة من الصحابة والتابعين وأئمة الحديث، وينفرد بنقله اليهود (١) .

فهذه الأحاديث حكم عليها المحدثون بعدم الصحة نظراً لنكارة متونها، ومخالفتها إما للقرآن الكريم، كما في الحديث المنسوب إلى عائشة في إحياء أم النبي صلى الله عليه وسلم وإيمانها به، أو للثابت من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما في حديث تطويل الشارب، أو للمعلوم من التأريخ كما في حديث رفع الجزية عن أهل خيبر، أو لركاكة ألفاظها ومعانيها كما في حديث العدس وغيرها من الأحاديث التي حكم عليها العلماء بالوضع بالنظر إلى متونها (٢) .

ثم إن هذا لا يمنع وقوع التجاذب في بعض الأخبار بين الجواز والاستحالة، والوقوع وعدم الوقوع، كما في حديث أسماء بنت عميس في رد الشمس لعلي رضي الله عنه.

فقد أخرج الطبراني في المعجم الكبير (٣) ، والعقيلي في الضعفاء له (٤) ، عن أسماء بنت عميس قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوحى إليه، ورأسه في حجر علي رضي الله عنه، فلم يصل العصر حتى غربت الشمس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم إن علياً كان في طاعتك وطاعة رسولك، فاردد عليه الشمس"،


(١) المنار المنيف لابن القيم ص ١٠٢-١٠٥.
(٢) انظر في ذلك كتاب: المنار المنيف لابن القيم، ومقاييس نقد متون السنة للدميني.
(٣) المعجم الكبير ٢٤/١٥٠.
(٤) الضعفاء الكبير ٣/٣٢٧.

<<  <   >  >>