ظهر لنا من ثنايا هذا البحث – المتواضع - أن السلف عموماً، والمحدثين خصوصاً قد اهتموا بالحديث والسيرة النبوية اهتماماً فائقاً، فحفظوه في الصدور، ودونوه في الكتب، وتتبعوا رواته ونقلته، ووضعوا الأسس والمعايير لنقد متونه وأسانيده.
ومن شروط الحديث الصحيح التي أكدوها: عدالة الراوي، وضبطه لما يرويه، واتصال الإسناد بين كل راوٍ وبين شيخه، مع عدم مخالفته لمن هو أولى منه.
وذكرنا أن أكثر مرويات السيرة ثابتة من طرق مقبولة – صحيحة أو حسنة – فهي مخرّجة في دواوين الإسلام، ومصنفاته المعتمدة، أما تلك الروايات التي لم ترد بطرق مقبولة، فقد اقترح الباحث لنقدها وتمييزها معايير نقد المتن، أو ما يسمى بالنقد الداخلي، وهذه المعايير قد أرسى قواعدها المحدثون في كتبهم ومصنفاتهم، ومع ذلك فلا مانع من الاستفادة من الطرائق الحديثة في النقد، فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها.
كما أكد الباحث ضرورة الاستفادة من المرويات الصحيحة الثابتة في نقد المرويات الأخرى، سواء في الدلالة على صدقها وصحة معناها، أو على زيفها وكذبها.
ومن المعايير المقترحة: عرض الخبر على الكتاب الكريم، وعلى السنة الصحيحة، وعلى الحقائق والمعلومات التأريخية الثابتة، وكذا عرضه على القواعد والمسلمات العقلية، كما أن اشتمال الخبر على أمر منكر أو مستحيل،